صورة توضح الوضع السابق والوضع اللاحق لآثار إصلاح النظم الإيكولوجية في تنزانيا. بالاستعانة بغرس الحواجز استُعيد مستوى المياه المطلوب في التربة لعودة نمو الأشجار والعشب من جديد (Just Diggit: 2018-2021)
يجب علينا خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بمعدل النصف تقريباً بحلول عام ٢٠٣٠ للإبقاء على معدل الاحترار العالمي دوندرجتين مئويتين، ولاجتناب أخطر آثاره. ولن نتمكن من تحقيق هذا الهدف إلا بإصلاح النظم الإيكولوجية ومخزوناتها الكربونية. لذا لا بد لنا من أن نجمع بين إصلاح النظم الإيكولوجية إصلاحاً طموحاً وخفض السمة الكربونية للاقتصاد الوطني.
يمكننا عبر وقف تدهور الأراضي والمحيطات وعكس مساره أن نحول دون فقدان مليون نوع من أنواع الأحياء المهددة بالانقراض. ويرى العلماء أن إصلاح ١٥ في المائة فقط من النظم الإيكولوجية في المناطق ذات الأولوية كفيلٌ بالحد من الانقراض بنسبة ٦٠ في المائة من خلال تحسين الموائل.
يُشكّل الإصلاح عاملاً أساسياً في رخاء الإنسان ورفاهه، فالنظم الإيكولوجية المزدهرة لها منافعها من توفير الغذاء والماء وحتى الصحة والأمن؛ وكلها احتياجات أساسية للأعداد المتنامية من البشر حالياً، وستظل تلك الاحتياجات قائمة في المستقبل.
يسلّط تقريرٌ جديد صادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة وعن منظمة الأغذية والزراعة الضوءَ على ضرورة إصلاح كوكب الأرض – وما يترتب عليه من فوائد حال قيام البشر بذلك.
لقد تعهّدت الدول في جميع أنحاء العالم بإصلاح نحو مليار هكتار من الأراضي المتدهورة – وهي مساحةٌ تفوق مساحة الصين. كما تعتزم المفوضية الأوروبية تقديم مقترح بخصوص مستهدفات ملزمة قانوناً بإصلاح الطبيعة في عام ٢٠٢١. وهناك عددٌ من المؤتمرات الكبرى المقرَّر عقدها في عام ٢٠٢١ بشأن المناخ والتنوع البيولوجي، لتشكل في مجموعها فرصة للارتقاء بطموحاتنا لا سيما على صعيد المناطق البحرية والساحلية. والمطلوب حقيقةً هو التنفيذ، وتخصيص موارد لتحقيق المطلوب.
إن الشروع بعزمٍ في عشرية الإصلاح من جانب كل الجهات الفاعلة في المجتمع كفيل باستنقاذ مناخ الأرض وتنوعها البيولوجي المبهر، علاوة على إصلاح كوكبنا العزيز بما يعود بالنفع على الإنسان والطبيعة.
حرك مؤشر الفأرة فوق كل بلد لترى التزاماتها
المصدر: قاعدة بيانات الالتزامات العالمية لإصلاح النظم الإيكولوجية، وكالة پي بي إل للتقييم البيئي في هولندا. إجمالي الالتزامات الوطنية بمقتضى اتفاقيات ريو وتحدي بون، مع التعديل لحساب التداخلات المتوقعة (PBL، ٢٠٢٠). وتخضع قاعدة البيانات للتحديث مع ظهور أي التزامات جديدة.
يركّز عقد الأمم المتحدة لإصلاح النظم الإيكولوجية على ثمانية أنواع رئيسية من النظم الإيكولوجية التي أحدث فيها الإنسان تدهوراً خطيراً. ويمكن إصلاح كل منها بتقليل الضغوط التي تتعرض لها، مع اقتران ذلك بالعمل الميداني لتسريع تعافيها.
يعني ذلك حماية أهم العمليات فيها – مثل التمثيل الضوئي، واحتجاز الكربون، وتدوير المغذيات، وترشيح المياه – بالتوازي مع حماية التنوع البيولوجي وإحيائه.
إليكم بعض الأمثلة لما يمكننا فعله لإصلاح نظم إيكولوجية بالغة الأهمية. تفضلوا بالقراءة عن التحديات والفرص المرتبطة بكل نظام إيكولوجي في التقرير العلمي المرجعي: المشاركة في برنامج #استعادة_الابتكار (GenerationRestoration#) ودليل إصلاح النظم الإيكولوجية.
إنّ إصلاح النظم الإيكولوجية من مختلف الأنواع وعلى مختلف الأصعدة في جميع أنحاء العالم من شأنه أن يعود بفوائد جمّة على الإنسان والطبيعة. وهذا مطلب أساسي لتحقيق أهداف التنمية الاستدامة بحلول عام ٢٠٣٠، بما فيها القضاء على الفقر والجوع. اطّلعوا على معلومات أكثر حول فوائد الإصلاح في التقرير المرجعي: المشاركة في برنامج #استعادة_الابتكار (GenerationRestoration#).
إصلاح الغابات والأراضي الخثية والمنغروف بالإضافة إلى تنفيذ الحلول الطبيعية الأخرى من شأنه أن يحقق ما يزيد عن ثلث المستهدف المطلوب في خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بحلول عام ٢٠٣٠.
قوة الطبيعة قادرة على مساعدتنا في التأقلم مع تغير المناخ. إصلاح الأراضي الرطبة الساحلية على ساحل الخليج في الولايات المتحدة الأمريكية يجنّب تكبّد خسائر بقيمة ١٨ مليار دولار أمريكي ناجمة عن العواصف بحلول عام ٢٠٣٠.
قف تدهور خدمات النظم الإيكولوجية من شأنه منع خسائر تربو على ١٠ تريليون دولار أمريكي في الدخل العالمي بحلول عام ٢٠٥٠.
الإصلاح من خلال غرس الأشجار في الأراضي الزراعية من شأنه زيادة الأمن الغذائي لنحو ١,٣ مليار نسمة.
إصلاح الغابات واتباع ممارسات زراعية أفضل من شأنهما تقليل تلوث إمدادات المياه بالنسبة إلى ٨١ في المائة من المدن بأنحاء العالم.
إضافة الأشجار في مناطق حضرية من شأنه تقليل مخاطر التلوث والاحترار، مع تعزيز العافية الذهنية والبدنية للبلايين من الناس.
إصلاح ١٥ في المائة من الأراضي التي تغيّر استخدامها في المناطق ذات الأولوية يمكن أن يحول دون الانقراض المُحتمل لـ ٦٠ في المائة من الأنواع.
عقد الأمم المتحدة لإصلاح النظم الإيكولوجية هو فرصتنا لإحياء الطبيعة. وبتشكيل حراك عالمي إصلاحي سنتمكن من إحداث علاقة متوازنة بين البشر والنظم الإيكولوجية التي تعتمد عليهم.
ولا بد من تنفيذ الإصلاح على كل المستويات، وللجميع دورٌ هامّ يلعبونه: بدءاً من المنظمات الدولية والحكومات، مروراً بالصناعات والمستثمرين، وصولاً إلى المجتمعات والأفراد.
للإصلاح ثمار واعدة عظيمة، وهو كذلك تحدٍ جسيم. والنجاح فيه يتطلب الجَمع بين المعارف والموارد والصبر. لذلك يقدّم "عقد الأمم المتحدة" الأدوات اللازمة لمساعدتكم في التعرف على إصلاح النظم الإيكولوجية وتلقّي الدعم في سبيله. تفضلوا بمطالعة التقرير المرجعي، وحددوا مساركم نحو المشاركة في برنامج #استعادة_الابتكار (GenerationRestoration#).