الوسائل، إلا أنها لم تتبنَّ تقنيات حديثة لإدارة النفايات، مثل إعادة التدوير أو فرز النفايات قبل التخلص منها.
بالنسبة لفاطمة الزلزلة فلديها إصرار على تغيير ذلك. فاطمة الزلزلة هي مهندسة كهربائية تبلغ من العمر 24 عامًا وهي المؤسسة المشاركة لمبادرة "إكو ستار" Eco Star، وهي مجموعة غير ربحية تعمل على إعادة تدوير النفايات المتكونة من المنازل والمطاعم والمدارس في جميع أنحاء دولة الشرق الأوسط.
وتقول فاطمة الزلزلة "أنا أعيش في بلد تعتبر من أغنى البلدان في العالم، ومع ذلك ليس لدينا العديد من الحلول المستدامة في مجال إعادة التدوير". يجب أن نهتم جميعًا بالبيئة، لكننا ضللنا الطريق. نحن نحاول أن نوضح للناس المسار الصحيح مرة أخرى".
ومنذ إطلاقها في أوائل عام 2019 قامت مبادرة "إكو ستار" بإعادة تدوير أكثر من ثلاثة أطنان ونصف من المواد البلاستيكية، و10 أطنان من الورق و120 طناً من المعادن. ويعد هذا إنجازًا ملحوظًا في بلد ينتهي فيه المطاف لنحو 90 في المائة من النفايات – بدءا من الأغذية ومياه الصرف الصحي وصولا إلى البترول - في مكبات النفايات. كما أقامت فاطمة الزلزلة شراكة مبتكرة مع مشتل كبير لتقوم مبادرة "إكو ستار" بتقديم الشجيرات والأشجار لعملائها مقابل إعادة تدويرها.
وتقديرا لهذا العمل، تم اختيار فاطمة الزلزلة مؤخرًا للحصول على جائزة أبطال الأرض الشباب من قبل برنامج الأمم المتحدة للبيئة. وتعد فاطمة واحدة من السبعة الفائزين بالجائزة الذين سيحصلون على التمويل والإرشاد لدعم مبادراتهم البيئية.
وقالت إليسا توندا، الخبيرة في الاستهلاك المستدام من شًعبة الاقتصاد ببرنامج الأمم المتحدة للبيئة: "يجب أن نضاغعف من جهودنا ونجعل البيئة قضية ذات أولوية بالنسبة لنا". "لم يكن من الواضح من قبل مدى ارتباط صحتنا بصحة البيئة. نحن بحاجة إلى مبادرات جرئية للمضي قُدما فيما يتعلق بجدول الأعمال البيئي ".
تكلفة الهدر
تولد الكويت نحو 1.5 كيلوغرام من النفايات للفرد الواحد في اليوم، أي ما يعادل ضعف المتوسط العالمي. وقد قدمت الدولة خدمات جمع النفايات منذ أواخر الستينيات. ومع ذلك، يتم التعامل مع النفايات من قبل الشركات الخاصة مع القليل من الفرز والتصنيف، مما يؤدي إلى مشكلة التلوث والمخاطر الصحية.
ويعد الافتقار إلى إعادة التدوير أيضاً من الفرص المالية المهدرة. حيث أظهرت دراسة أجريت عام 2014 أن 76 في المائة من نفايات الكويت هي نفايات قابلة لإعادة التدوير، وأن القيمة المحتملة للمواد الخام التي يمكن توفيرها من المكبات تزيد عن 130 مليون دولار أمريكي سنوياً.
اعتقادًا منهما أنهما بإمكانهما إحداث فرق، أطلقت فاطمة الزلزلة وشقيقتها فكرة مبادرة "إكو ستار" العام الماضي، واستثمرا 600 دولار أمريكي من أموالهما الخاصة في المبادرة الناشئة. وتقول فاطمة إن الأيام الأولى لهذ المبادرة كانت عصيبة. حيث شككت السلطات الكويتية وشركاء الأعمال المحتملين في نموذج أعمال فاطمة الزلزلة، مما يجعل من الصعب إقامة قنوات للتواصل. الكويت هي أيضًا مجتمع أبوي، وتقول الزلزلة إنها "لم تحظ باهتمام جدي" بسبب عمرها وجنسها ووصمة العار الاجتماعية حول جمع النفايات في الكويت.
لكن ظلت فاطمة الزلزلة تتحلي بروح البسالة.
قامت فاطمة بعد ذلك بإنشاء صفحة على موقع إنستغرام، حيث أنها الشبكة الاجتماعية الأكثر شعبية في الكويت. وسرعان ما امتلأت صفحة "إكو ستار" بالصور الملهمة عن إعادة التدوير، ونصائح حول كيفية تقليل النفايات المنزلية وأخبار عن انتشار مبادرة "إكو ستار" في جميع أنحاء الكويت. وسيقترب عدد المتابعين لصفحة "إكو ستار" على موقع إنستغرام قريبًا إلى أكثر من 20،000 متابع والمزيد من الأشخاص الذين اشتركوا لتلقي خدمات "إكو ستار".
توسيع نطاق المبادرة
قد أقامت مبادرة" إكو ستار" منذ ذلك الحين شراكات مع المدارس، وقامت بتعليم الأطفال حول إعادة التدوير، والتهديدات التي تتعرض لها البيئة وما يمكن أن يقوم به الشباب من أجل الطبيعة.
يقوم فريق مبادرة " إكو ستار" بدفع رسوم رمزية تقدر بنحو 3 دولارات أمريكية للمنازل والمدارس والمطاعم التي تُجمع منها النفايات لإعادة التدوير. هذا يعيد فرض فكرة أن إعادة التدوير خدمة ضرورية وليست مؤسسة خيرية.
تقوم مبادرة " إكو ستار" أيضًا ببناء قاعدة بيانات للنفايات التي تجمعها، وتسجيل كل شيء عن هذه النفايات بدءا من وزنها ووصولا إلى مكان التقاطها. المبادرة، كما تقول الزلزلة، هي الأولى في الكويت لجمع مثل هذه المعلومات.
وتقول الزلزلة: "لا يمكنك إدارة ما لا يمكنك قياسه"، مشيرةً إلى أن فرق المبادرة لديها نقاط بيانات من 2000 منزل ومدرسة وشركة ومطعم. "يمكننا الآن البدء في تحليل البيانات التي أنشأناها، لمعرفة المناطق التي تولد المزيد من النفايات، ولماذا تُولد هذا الكم من النفايات."
وعلى الرغم من حظر التجول المفروض خلال جائحة كوفيد19- والقيود المفروضة على جمع النفايات، إلا أن الزلزلة كانت حريصة على تكثيف عمليات" إكو ستار". ولكن لكي يمكن تحقيق ذلك، تقول الزلزلة إن السلطات يجب أن تنضم إلى الركب المعني بإعادة التدوير وإفساح المجال لأفكار جيل الألفية.
"ينبغي إعطاء الشباب والشابات المزيد من الفرص لاتخاذ القرارات والإبداع وإيجاد الحلول. يمكننا جميعًا اتخاذ إجراءات وإلهام الآخرين لاتخاذ إجراءات على نطاق أوسع. وسيستلزم الأمر التحلي بالصبر، ووجود أصدقاء حميمين. لكنني أعلم أنه يمكننا تحقيق ذلك ".
تُمنح جائزة أبطال الأرض وجائزة أبطال الأرض الشباب التي يُقدمها برنامج الأمم المتحدة للبيئة لتكريم الأفراد والجماعات والمنظمات التي يكون لأعمالها تأثير تحولي على البيئة.
جائزة أبطال الأرض الشباب هي المبادرة الرائدة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة لإشراك الشباب في مواجهة التحديات البيئية الأكثر إلحاحًا في العالم. فاطمة الزلزلة هي واحدة من الفائزين السبعة الذين تم الإعلان عنهم في ديسمبر/كانون الأول 2020، على أعتاب عقد الأمم المتحدة لاستعادة النظام البيئي 2021-2030.
من خلال تكثيف أخبار العمل الهام الذي يتم إنجازه على الخطوط الأمامية في مجال البيئة، تهدف جائزة أبطال الأرض الشباب – التي تعد جزءا من حملة #من_أجل_الطبيعة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة - إلى إلهام وتحفيز المزيد من الشباب للعمل من أجل حماية الطبيعة مع اقترابنا بصورة كبيرة من عقد الأمم المتحدة بشأن استعادة النظام البيئي (2021-2030)، ومؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي (مؤتمر الأطراف ال 15) في مدينة كونمينغ في مايو 2021 ومؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (مؤتمر الأطراف ال 26) في مدينة غلاسكو في نوفمبر 2021