هبة الفرة الفائزة بجائزة أبطال الأرض الشباب عن منطقة غرب آسيا. جائزة أبطال الأرض الشباب برعاية شركة كوفيسترو
هبة الفرا هي أحد الفائزين السبعة بجائزة أبطال الأرض الشباب عن منطقة غرب آسيا لعام 2018، وهي مؤسسة منظمة المراة في الطاقة والبيئة. كما أنها عضو مشارك في شهادة الريادة في مجال التصميم المراعي للبيئة والطاقة – وهي شهادة معتمدة من مجلس البناء الأخضر الأمريكي للمبادئ والممارسات المراعية للبيئة في مجال التشييد - المعتمدة من جامعة ولاية فلوريدا، وهي حاصلة على شهادة البكالوريوس في الهندسة البيئية من جامعة غزة. كما تعمل هبة كمتخصصة في مجالي التدريب والتطوير في شركة Enertech ، وهي شركة استشارات في مجالي التدريب والإدارة.
لماذا نحتاج إلى النساء للدفع بمسار إنتاج الطاقة
خلال الانتفاضة الثانية التي اندلعت في فلسطين، كنت أدرس الهندسة البيئية في الجامعة. وفجأةً، توقف كل شيء عن العمل. ومن هنا عرفت أنا وأصدقائي أنه عندما تندلع الحرب، ستنتهي محاضراتنا وبرامجنا في جامعة غزة. لم نتمكن من فعل أي شيء، لذلك تحدثنا عن رحلات التخييم، وبرامج تنظيف الشاطئ وإعادة التدوير التي قدنا حملات توعية بأهميتها خلال أيام الجامعة. أدركنا أكثر من أي وقت مضى مدى شغفنا بالبيئة الطبيعية والبيئة المحيطة بنا.
وفي الوقت نفسه، كان لتقييد تحركاتنا بسبب الانتفاضة دور في إدراكنا وبصورة جلية موقفنا كنساء. فبينما كان بوسع الرجال الذهاب إلى الخارج، لم يكن بوسعنا القيام بذلك كنساء، خاصة في المساء. ومن ثم أردنا إحداث تغيير: إحداث فرق وتأثير في العالم – والعمل على تحسين كل من بيئتنا وحياتنا كنساء.
وتظهر الأبحاث أنه عندما تحصل النساء والفتيات اللواتي تزيد أعمارهن عن 16 سنة على دخل، فإنهن يعيدن استثمار 90 في المائة من هذا الدخل للإنفاق على أسرهن، مقارنة بالرجال الذين يعيدون استثمار 30 إلى 40 في المائة للانفاق على أسرهم. ومع ذلك، تستغرق المرأة الشابة في المتوسط وقتًا أطول للحصول على أول وظيفة بعد إكمال تعليمها. هذا هو الوضع الذي أردنا إحداث تغيير بشأنه.
الطاقة المستدامة، المزيد من الحرية
لقد قمت بتأسيس منظمة "المرأة في الطاقة والبيئة" لإلهام جميع النساء لقيادة التغيير. نحن نقدم المهارات الفنية وفرص في مجال التدريب لتمكين النساء من العثور على عمل هادف في قطاع الطاقة، وتغيير اعتمادنا على الطاقة لمساعدتنا على إنجاز مهامنا: إعداد وجبات الطعام أو غسل الملابس.
إن العمل كمهندسة يعد بمثابة مهنة غير تقليدية بالنسبة للمراة. يمكنني الاعتماد على عدد من المهندسات في غزة. ففي أغلب الأحيان يجب على المهندسات الذهاب إلى مواقع البناء والتعامل مع الرجال - إنه احتمال غير مرغوب فيه. إن أولئك الذين يصبحن مهندسات عادة ما ينتهي بهن المطاف للعمل خلف مكتب أو كمبيوتر، ويقومن بمهام روتينية. هن لسن قادة.
يركز عملي الآن على تدريب النساء في قطاع الطاقة على تولي زمام القيادة في مكان العمل وفي المنزل، من أجل إحداث فرق وللتأثير الإيجابي. لابد أن نتعلم الاستفادة من الحلول لتوفير المياه والكهرباء والوقود بصورة مستدامة لعائلاتنا. لدينا دور كبير ينبغي القيام به. كأمهات. يمكننا تعليم أجيال كاملة من خلال تعليم نسائنا.
تحويل العقبات إلى فرصة
إنني محظوظة كوني نشأت في محيط عائلة تقدمية. تعمل والدتي كطبيبة في فلسطين، فقد عانت أمي مشقة السفر للدراسة في مصر في وقت كان لا يحق فيه للمرأة السفر إلى خارج البلاد. وعلمتني أمي أن العقبات يجب ألا تمنعنا من تحقيق حلمنا.
والآن أفكر في كيف يمكنني أن أصبح نموذجا يحتذى به للنساء الأخريات. غادرت مدينة غزة وأعيش الآن في الكويت: لم يكن هذا قرارًا سهلاً بالنسبة لي. لم أرَ أصدقائي وعائلتي منذ أن غادرت غزة قبل ست سنوات. وينتابني شعور في بعض الأحيان أنني لن أراهم مرة أخرى.
في غزة، غالبًا لا توجد كهرباء ولا مياه ولا احتفالات للتخرج من الجامعة. لقد فقدت العديد من أصدقائي وعائلتي في الحرب. أريد الآن مساعدة النساء الأخريات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على المشاركة وإنشاء شبكة دعم قوية حتى نتمكن من تغيير هذا الوضع.
إن التحديات التي أواجهها تجعلني أقوى من أجل خدمة مجتمعي في فلسطين والنساء الأخريات. معا، يمكننا تحقيق التوازن بين الجنسين في جميع مستويات الصناعة في قطاع الطاقة. يمكننا تنمية مهارات وقدرات النساء وتمكين هؤلاء من خلفيات متنوعة وخلاقة لإحداث تغيير بيئي واجتماعي واقتصادي إيجابي.
انضموا إلينا على مواقع التواصل الاجتماعي لمتابعة رحلة أبطال الارض الشباب #أبطال_الأرض #أبطال_الأرض_الشباب. #YoungChamps #EarthChamps