لقد وجهت الدورة الثامنة والعشرون لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ، لأول مرة في محادثات المناخ، دعوة واضحة للبلدان للانتقال بعيدا عن استخدام الوقود الأحفوري. إن الاتفاق ليس مثاليا، ولكن ثمة أمر واحد يتسم بالوضوح: وهو أن العالم لم يعد ينكر إدماننا الضار على استخدام الوقود الأحفوري. والآن ننتقل من مجرد التفاوض إلى مرحلة اتخاذ إجراءات. وكما قال الأمين العام، فإن التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري أمر لا مفر منه.
وهذا يعني اتخاذ إجراءات حقيقية بشأن التحول السريع بعيدا عن استخدام الوقود الأحفوري، وخاصة بالنسبة لمجموعة العشرين، واتخاذ إجراءات حقيقية بشأن العديد من الإيجابيات الأخرى المتفق عليها في الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف: إطار الهدف العالمي بشأن التكيف، وتفعيل صندوق الخسائر والأضرار، والالتزامات الجديدة بشأن التكيف، والتبريد المستدام، والحد من انبعاثات غاز الميثان، وزيادة أهداف الطاقة المتجددة ثلاث مرات، وتحقيق انجازات بشأن حماية الطبيعة.
وتتمثل الحقيقة، كما هو موضح في تقرير فجوة الانبعاثات الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة قبل انعقاد مؤتمر الأطراف، في أننا لسنا على المسار الصحيح لتحقيق عالم مرن ومنخفض الكربون ويتسم بالإنصاف. وهذا الواقع لم يتغير بعد. والآن يجب أن يبدأ العمل الدؤوب من أجل إزالة الكربون.
ولكي يكون لدينا أي أمل في القيام بذلك بما يتماشى مع ما يتطلبه العلم، يجب علينا أن نطلق العنان لتمويل أكبر بكثير لدعم البلدان في مرحلة انتقالية عادلة ومنصفة ونظيفة، وهو أمر مهم بشكل خاص للدول النامية التي يجب أن تتخطى مراحل التنمية المنخفضة الكربون. ولذلك فإن التمويل ووسائل التنفيذ أمر بالغ الأهمية، حيث يجب أن يكون لدى كل دولة نامية القدرة على إنهاء الحرمان من الطاقة بشكل عاجل، وتحقيق إمكاناتها في التنمية المستدامة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
لدينا الحلول؛ ونحن نعلم ما ينبغي القيام به. والعمل بشأن هذه المسائل لم يعد قادرا على الانتظار.