أصحاب السعادة،
مع تزايد التغير البيئي والتكنولوجي والمجتمعي الذي يقوض الصحة البشرية وسلامة الكوكب والأهمية الاقتصادية، لا ينبغي لنا أن نكتفي بالاستعداد للمستقبل فحسب. بل يتعين علينا أن نشكله، حتى تتمكن الأجيال القادمة من العيش في سلام ورخاء ومساواة. ويمكن لهذه القمة، إضافة إلى ميثاق المستقبل الذي سينبثق عنها، أن يساعدنا على القيام بذلك على وجه التحديد.
ويقر الميثاق بأنه لا يمكن أن يكون هناك مستقبل مستدام، ولا استقرار اقتصادي، بدون توفير بيئة صحية. ويدعو الإجراء العاشر إلى التحول إلى عالم تعيش فيه البشرية في وئام مع الطبيعة. عالم يتمتع بأراضي ومياه ومحيطات صحية. عالم يتمتع بمناخ مستقر. عالم خال من التلوث. عالم تستخدم فيه البشرية الموارد بشكل مستدام وعادل.
لقد تم بالفعل التعهد بتنفيذ هذا التحول في العديد من الاتفاقيات البيئية المتعددة الأطراف التي تتناول أزمة الكوكب الثلاثية. أزمة تغير المناخ. وأزمة فقدان الطبيعة والتنوع البيولوجي - والتي تشمل تدهور الأراضي والتصحر. وأزمة التلوث والنفايات. وسنرى في الأيام المقبلة التزاما جديدا، مع اختتام المفاوضات بشأن وضع صك قانوني لإنهاء التلوث بالمواد البلاستيكية في بوسان في نوفمبر/تشرين الثاني من هذا العام. ويدعو برنامج الأمم المتحدة للبيئة الدول الأعضاء إلى بذل قصارى جهدها لوضع صك قوي ومؤثرة والانتقال بصورة سريعة إلى الاعتماد والتصديق والتنفيذ.
ومن أجل الوفاء بجميع الالتزامات وتعزيز التنمية المستدامة، يجب علينا تفعيل الحق الإنساني في التمتع ببيئة نظيفة وصحية ومستدامة. والالتزام بالتحولات المالية والاقتصادية التي ترسي أسس المساواة والمرونة. وضمان اتباع النهج الدائري والاستهلاك والإنتاج المستدامين - بما في ذلك في التحول في مجال الطاقة والتحول الرقمي. واعتماد نهج الصحة الواحدة التي تعمل على تحسين صحة الإنسان والحيوان والكوكب في آن واحد. وتحديد التحديات الناشئة التي تسبب الاضطرابات والاستجابة لها.
ويمكن للدول الأعضاء أن تستند إلى العلوم والدعم والدعوة التي يقدمها برنامج الأمم المتحدة للبيئة في سعيها إلى تنفيذ الإجراءات التي ستنعكس في نتائج هذه القمة، وبالتالي تشكيل مستقبل مستدام لصالح كل شخص يعيش على هذا الكوكب.