على مدى العقود الثلاثة الماضية، تم فقد نصف المرجان الموجود على كوكب الأرض في ظل ارتفاع درجات حرارة المياه وتحمض المحيطات. ولمعالجة هذه الأزمة العالمية، حدد قادة البلدان وبلدان البيئة العالمية هذه السنة الدولية للتوعية بأهمية الشعاب المرجانية.
أعلن رئيس وزراء فيجي فرانك بينيماراما، بمناسبة إطلاق السنة الدولية للشعاب المرجانية، ترشيح أجزاء كبيرة من بحر الشعاب العظيم في فيجي كموقع رامسار في محاولة لحمايته من التهديدات التي تؤثر عليه، مثل تغير المناخ، والمواد الكيميائية والنفايات والانسياب السطحي للمياه من المستوطنات الحضرية المجاورة، والشركات الصناعية.
وجدير بالذكر أنه قد تم تحديد موقع رامسار بموجب معاهدة دولية كأراضي رطبة مهمة للحفاظ على التنوع البيولوجي العالمي والحفاظ على حياة الإنسان. وبموجب الاتفاقية، يتم تعريف الأراضي الرطبة بشكل واسع وتشمل مناطق مثل الشعاب المرجانية.
وقال رئيس وزراء فيجي فرانك بينيماراما "نحن نشارك في معركة من أجل مستقبل حماية هذه الشعاب المرجانية. وقد وافقنا على ترشيح أجزاء كبيرة من بحر الشعاب العظيم كموقع رامسار لحمايته للأجيال القادمة "وأضاف "اليوم أناشد كل شخص على وجه الأرض أن يساعدنا. يجب أن نستبدل ثقافة الإساءة الحالية بثقافة الرعاية.
وقد استفاد ممثلون رفيعو المستوى من الأمم المتحدة والصندوق العالمي للطبيعة من هذه المناسبة للإعلان عن تعاون جديد يقود استجابة عالمية عاجلة لمكافحة فقدان المرجان.
زقال السيد إريك سولهايم المدير التنفيذي للأمم المتحدة للبيئة " لنجعل هذه السنة بمثابة السنة الدولية لحماية للشعاب المرجانية في العالم، لدينا نافذة قصيرة عندما يمكننا أن نتخذ إجراء، والأمم المتحدة للبيئة، والصندوق العالمي للطبيعة، وبلدان مثل فيجي تدعو العالم إلى اتخاذ الخطوات التي من شأنها حل المشكلة خلال هذا العام."
وقال ماركو لامبرتيني، المدير العام للصندوق العالمي للطبيعة: "إن الكوكب السليم يعتمد على المحيطات السليمة التي لا يمكن أن توجد بدون الحفاظ على الشعاب المرجانية - وهي ركيزة أساسية لأعمال حفظ الطبيعة في العالم". "في حين أن محيطات العالم تعاني من الضغوط على مواردها في جميع المجالات، ولذلك تحتاج الشعاب المرجانية إلى استجابة عالمية من أجل حمايتها وذلك على وجه السرعة."
وقال كوسي لاتو، المدير العام لأمانة برنامج البيئة الإقليمي لمنطقة المحيط الهادئ في خطابه في ندوة " تشكل الشعاب المرجانية جزرنا وتتأثر بقراراتنا التنموية وممارساتنا البرية والبحرية جنبا إلى جنب مع تدابير الإدارة البيئية لدينا " وأضاف "من أجل تحسين إدارة الشعاب المرجانية وحمايتها، يحتاج الجميع إلى العمل معا للاستجابة لتغير المناخ، وإدارة النفايات، وحفظ التنوع البيولوجي واستعادته، ودعم الحوكمة القوية، وقد أنشأ برنامج البيئة الإقليمي لجنوب المحيط الهادئ حملة مدتها سنتان، وهي السنة الباسيفيكية للشعاب المرجانية التي تمكننا من معالجة هذه القضايا الحساسة".
كما أعلنت الأمم المتحدة للبيئة عن إطلاق تحليل مفصل لحالة الشعاب المرجانية في المحيط الهادئ من الشبكة العالمية لرصد الشعاب المرجانية. ويظهر التقرير القادم، الذي يستند إلى بيانات من 128 جزيرة، تغطي 19 بلدا أو إقليما ويمثل أكثر من 000 20 دراسة استقصائية، أن الشعاب المرجانية في المحيط الهادئ تكون عموما في وضع أفضل من غيرها في جميع أنحاء العالم، ولكن هيكل وأنواع الشعاب المرجانية في الشعاب المرجانية في المحيط الهادئ آخذة في التغير. وتؤثر هذه التغيرات على خدمات النظم الإيكولوجية التي توفرها الشعاب المرجانية، ولا سيما إنتاجيتها السمكية.
وقال إريك سولهايم " إن مشكلة البلاستيك المتزايد في محيطاتنا تؤثر أيضا على صحة الشعاب المرجانية، وأضاف " وهناك شواهد تشير إلى أن الشعاب المرجانية تتغذى على البلاستيك المتناهي الصغر، في حين أن كتل الحطام البلاستيكي الأكبر حجما تعوق وصل الضوء وتولد السموم، وتعمل على تلف الشعاب المرجانية أو كسرها.
ومن بين أهم التهديدات التي تواجه الشعاب المرجانية هي ارتفاع درجات الحرارة وتحمض المحيطات، وتلوث المغذيات، والرواسب، والبلاستيك، فضلا عن الإفراط في صيد الأسماك وممارسات الصيد المدمرة.
وستشمل السنة الدولية للشعاب المرجانية مواصلة تطوير وتنفيذ البحوث والتعاون فيما بين المنظمات واتخاذ القرارات السياسية الرفيعة المستوى بشأن هذه المسألة، على أن يتم تنفيذها خلال عام 2018.
لمزيد من المعلومات:
لمزيد من المعلومات يرجى التواصل مع: unep.pacific@unep.org