تعد البيئة في كثير من الأحيان ضحية في الصراعات التي تنشب. إن تدمير الموارد الطبيعية، والتلوث، وضغوط استخدام الأراضي كلها عواقب محتملة لنشوب اللصراعات. ففي جمهورية أفريقيا الوسطى، أصبح مدفن للنفايات مركزا لكارثة بيئية وطنية.
تم تشييد مدفن كولونغو من قبل بلدية بانغوي في عام 2013 لتلبية احتياجات إدارة النفايات لسكان المدينة. فعندما اندلعت الاضطرابات المدنية، بعد وقت قصير من بناء المدفن، لم يكن المرفق جاهزًا بالكامل. بعد ذلك، وفي عام 2014، تم نشر بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام - بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى (MINUSCA) - في بانغي وبدأت في استخدام مدافن النفايات.
“
يوضح جيري ليوني، مهندس إدارة النفايات: "لم يتم بناء نظام لجمع السوائل ومعالجتها من أجل احتواء النفاية". "تم وضع نفايات واردة خارج وحول مكبات النفايات الأرضية التي تم بناؤها في الأصل لاحتواء النفايات. لم يتم تصنيف المخلفات بشكل سليم أو تغطيتها بالتربة، مما أدى إلى انتشار ناقلات الأمراض بما في ذلك البعوض والفئران والحشرات، وزادت من احتمال تسرب سوائل المدفن إلى البيئة."
يعمل جيري ليوني في مرفق المساعدة التقنية العاجلة في مجالي البيئة والمناخ التابعة للأمم المتحدة للبيئة (REACT) ، وهي منشأة أنشئت لمساعدة بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة على تنفيذ استراتيجيتها الطموحة لمدة ست سنوات لتحسين أثرها البيئي. ويدعم المرفق قوات حفظ السلام من خلال تمويل فريق من مهندسي وخبراء الأمم المتحدة المتخصصين في البيئة الذين يقدمون المساعدة والحلول التقنية في الموقع.
تم إرسال فريق الأمم المتحدة للبيئة في البداية في يوليو عام 2017 للتحقيق في المرفق والمساعدة في تطوير خطة شاملة لإدارة النفايات للبعثة. وقد حددت النتائج التي توصل إليها الفريق، بالإضافة إلى تقرير تحقيق مستقل عن مدافن النفايات البلدية التي أنجزتها شركة استشارية بيئية ومكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع (UNOPS)، إمكانية وجود مخاطر بيئية مرتبطة بسوء إدارة مدافن النفايات. لم يُعط موظفو البلدية التوجيه الصحيح حول كيفية تشغيل المكب، مما أدى إلى نهج عشوائي في إدارة الموقع. وأوصي بتمويل إضافي وتثقيف وتوعية من أجل إعادة الموقع إلى حالة تشغيل وظيفية.
وبناء على طلب البعثة، قام الفريق بزيارة ثانية تقديم مساعدة التقنية إلى جمهورية أفريقيا الوسطى في أبريل 2018 للمساعدة في تحسين تشغيل مكب كولونغو. وبالشراكة مع بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى، طورت الأمم المتحدة للبيئة برنامجاً شاملاً للتدريب على التعامل مع مدافن النفايات شمل دورة تدريبية ميدانية مدتها يومان وتدريباً لمدة يوم واحد لإفادة 12 من موظفي بلدية بانغي وسبعة من موظفي البعثة المشاركين في إدارة النفايات. كما ضم المشاركون فرقة إندونيسية من خمسة مهندسين تابعين للأمم المتحدة شاركوا في نقل النفايات ودمجها ومعالجة طرق الوصول من خلال الموقع. كما أدمج البرنامج التدريبي تدريبات السلامة التشغيلية للمكب، ومقترحات لوضع النفايات، وتصنيفها ، بالإضافة إلى مناقشات حول تغطية النفايات وخصائص التربة.
ويشير مارتن غارد، المتخصص في النفايات الخطرة التابع للأمم المتحدة للبيئة، إلى أنه "من المهم للغاية أن يعمل نظام سليم لإدارة المواد المرتشحة في موقع المكب للحماية من مخاطر دخول السوائل الراشحة إلى أنظمة المياه الجوفية المحيطة التي يمكن أن تؤثر على جودة المياه الجوفية."
ويوضح مارتن غارد: "تم أيضًا إدخال ممارسات محسنة لإدارة المياه من أجل إطالة عمر الموقع وآليات سليمة لضمان الإدارة المستمرة والفعالة للمدفن".
ويستمر العمل - وافقت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على طلب بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى لتحقيق الوفاء بتقديم الأموال من أجل المضي قدماً في مراحل أخرى من معالجة المكب في كولونغو، بما في ذلك مخصصات لمعدات الدعم الإضافية، واستمرار نقل النفايات، واستيراد التربة، وتغطية النفايات، والمياه واختبار الآبار وتحسينها، وجودة المياه المحلية.
يقول جيري ليون: "تم طلب التمويل أيضًا من أجل اتخاذ تدابير علاجية إضافية في الموقع، مثل إغلاق إحدى الخلايا المصممة هندسيًا بعد نقل النفايات، للسماح بإدارة كافية لمياه الأمطار وغاز الميثان". وتشمل التحسينات المخطط إجرائها توفير ماكينة لمعالجة النفايات، ونظام محلي بديل لإمدادات، واستكمال نظام إدارة المواد المرتشحة.
ويؤكد مارتن غارد "إن ضمان توفر الموقع للتخلص من النفايات على النحو المقصود خلال السنوات الخمس القادمة وما بعدها هو أمر بالغ الأهمية. ويشدد على أن الحاجة إلى هذا النوع من المرافق أمر بالغ الأهمية ليس فقط لدعم عمليات الأمم المتحدة ولكن أيضًا لمدينة بانغي التي زاد عدد سكانها بشكل كبير نتيجة للاضطرابات المدنية التي اندلعت.
توضح حالة مكب كولونغو بوضوح كيف تساعد الأمم المتحدة للبيئة عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الحد من المخاطر البيئية، مع توفير فوائد للمدنيين المتأثرين بالصراعات المسلحة - وتعزيز حماية البيئة في جمهورية أفريقيا الوسطى.