خطة عمل البحر الأبيض المتوسط هي منبر للتعاون الإقليمي أُنشئ في عام 1975 كأول خطة عمل إقليمية في إطار برنامج البحار الإقليمية التابع لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة.
وبدأ برنامج البحار الإقليمية في عام 1974 لتنسيق الأنشطة الرامية إلى حماية البيئة البحرية من خلال نهج إقليمي. وأصبحت خطة عمل البحر الأبيض المتوسط نموذجاً لخطط عمل البحار الإقليمية الأخرى التي يديرها برنامج الأمم المتحدة للبيئة في جميع أنحاء العالم.
وكانت خطة العمل وسيلة فعالة في التفاوض على اتفاقية حماية البيئة البحرية والمنطقة الساحلية للبحر الأبيض المتوسط (اتفاقية برشلونة) وبروتوكولاتها واعتمادها من جانب الأطراف المتعاقدة: 21 بلداً من بلدان البحر الأبيض المتوسط والاتحاد الأوروبي.
وتشكِّل اتفاقية برشلونة وبروتوكولاتها إطاراً قانونياً فريداً ومتقدماً ومتعدد الأطراف لحماية البيئة البحرية والساحلية والاستخدام المستدام لمواردها في البحر الأبيض المتوسط.
وتشكل منظومة خطة عمل البحر الأبيض المتوسط - اتفاقية برشلونة الإطار المؤسسي والقانوني والتنفيذي الشامل الذي اعتمدته الأطراف المتعاقدة من أجل العمل المتضافر لتحقيق رؤية قوامها سلامة البحر الأبيض المتوسط وساحله و التي تكون دعامة للتنمية المستدامة في المنطقة.
وعلى مدى العقود الأربعة الماضية، تصدت منظومة خطة عمل البحر الأبيض المتوسط - اتفاقية برشلونة للتحديات البيئية المتحولة وعززت كمّا متزايداً من المعارف عن النظم الإيكولوجية البحرية والساحلية والتفاعلات بين التنمية والبيئة في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
نبذة تاريخية موجزة
- 1974: برنامج الأمم المتحدة للبيئة يُطلق برنامج البحار الإقليمية.
- 1975: موافقة بلدان البحر الأبيض المتوسط والجماعة الأوروبية على خطة عمل البحر الأبيض المتوسط باعتبارها الإطار المؤسسي المناسب للتعاون في التصدي للتحديات المشتركة لتدهور البيئة البحرية.
- 1976: حكومات البحر الأبيض المتوسط والجماعة الأوروبية تعتمد اتفاقية حماية البحر الأبيض المتوسط من التلوث (اتفاقية برشلونة) في شباط/فبراير 1976 إلى جانب بروتوكولين يتناولان منع إلقاء النفايات من السفن والطائرات والتعاون على مكافحة التلوث في حالات الطوارئ.
- 1979: إنشاء الصندوق الاستئماني الإقليمي للبحر الأبيض المتوسط لحماية البحر الأبيض المتوسط من التلوث.
- 1995: أُعيد إطلاق المرحلة الثانية من خطة عمل البحر الأبيض المتوسط تحت مسمى ”خطة العمل لحماية البيئة البحرية وتحقيق التنمية المستدامة للمناطق الساحلية للبحر الأبيض المتوسط“. واعتمدت الأطراف المتعاقدة تعديلات جوهرية على اتفاقية برشلونة تحت مسمى ”اتفاقية حماية البيئة البحرية والمنطقة الساحلية للبحر الأبيض المتوسط“، وتشمل المبادئ الرئيسية التي اعتمدت في مؤتمر ريو التاريخي لعام 1992، بما في ذلك الاستخدام المستدام للموارد البحرية والساحلية والتنمية المستدامة.
- 1996: أُنشئت لجنة البحر الأبيض المتوسط المعنية بالتنمية المستدامة وفقاً للمادة 4 من اتفاقية برشلونة كهيئة استشارية للأطراف المتعاقدة لمساعدتها في جهودها الرامية إلى جعل القضايا البيئية جزءاً من برامجها الاجتماعية والاقتصادية وتعزيز سياسات التنمية المستدامة في منطقة وبلدان البحر الأبيض المتوسط. واللجنة، التي هي بمثابة منتدى لتبادل الخبرات والتعلم من الأقران، فريدة من نوعها في تكوينها، ولا تضم ممثلين حكوميين فحسب، بل تشمل أيضاً سلطات محلية، وأطرافاً فاعلة في المجال الاجتماعي - الاقتصادي، ومنظمات غير حكومية، ومنظمات حكومية دولية، وأوساطاً علمية، وبرلمانيين. ويشارك جميع أعضاء اللجنة في مداولاتها على قدم المساواة. وتتولى اللجنة على الخصوص تنسيق إعداد الاستراتيجية المتوسطية للتنمية المستدامة باعتبارها وثيقة إطارية استراتيجية لجميع أصحاب المصلحة والشركاء لترجمة خطة عام 2030 وأهداف التنمية المستدامة التي تتضمنها على الصعيد الإقليمي ودون الإقليمي والوطني والمحلي.
- 2008: تتقيد منظومة خطة عمل البحر الأبيض المتوسط - اتفاقية برشلونة بنهج النظام الإيكولوجي كمبدأ شامل. وتتضمن العديد من قرارات مؤتمر الأطراف في اتفاقية برشلونة اعتماد رؤية قائمة على النظام الإيكولوجي لبحر وساحل متوسطي سليم ومُنتج إلى جانب 11 هدفاً إيكولوجياً متوسطياً وخارطة طريق لدعم الجهود الوطنية الإقليمية الرامية إلى تحقيق وضع بيئي جيد في البحر المتوسط.
- 2008 (مكرر): وضع الإجراءات والآليات المتصلة بالتقيد بخطة عمل البحر الأبيض المتوسط - اتفاقية برشلونة. تقديم لجنة الامتثال المشورة والدعم للأطراف المتعاقدة في جهودها للوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقية برشلونة وبروتوكولاتها مع تعزيز الامتثال في آن واحد.
- 2015: اعتُمدت أول استراتيجية متوسطة الأجل ضمن خطة عمل البحر الأبيض المتوسط مدتها ست سنوات (2016-2021) واستراتيجية البحر الأبيض المتوسط للتنمية المستدامة للفترة 2016-2025، التي تهيِّئ إطاراً استراتيجياً للسياسات العامة من أجل ضمان مستقبل مستدام لمنطقة البحر الأبيض المتوسط بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة.
- 2019: الاجتماع الحادي والعشرون للأطراف المتعاقدة في اتفاقية برشلونة يعتمد إعلان نابولي الوزاري، الذي يصف عام 2020 بأنه ”نقطة تحول حاسمة للحفاظ على البحر الأبيض المتوسط وساحله وإدارتهما إدارة مستدامة“ ويؤكد على ”الحاجة إلى تغيير بنيوي تدعمه استراتيجيات وسياسات وسلوكيات تطلعية ومبتكرة“. اقرأ هنا المزيد عن إعلان نابولي الوزاري
وللاطلاع على معلومات إضافية عن اعتماد بروتوكولات اتفاقية برشلونة، انقر هنا.