يعاني التنوع البيولوجي في العالم من تراجع حاد. وتواجه آلاف الأنواع تهديدات وجودية. وتتضاءل مساحات الغابات. وتموت الشعاب المرجانية. وهذه الامور تعرض الإنسانية لخطر حقيقي. ويعتمد نحو 1.2 مليار شخص على الطبيعة لتلبية احتياجاتهم الأساسية، في حين يعتمد أكثر من نصف الناتج المحلي الإجمالي في العالم على الطبيعة.
لكننا نستجيب للأزمة. وتحت قيادة الصين، تبنى العالم إطار كونمينغ-مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي. فهذه هي خطتنا لحماية التنوع البيولوجي، وكذلك لحماية أنفسنا. وأتوجه بالشكر إلى الصين على قيادتها وعلى شراكتها مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة لإطلاق صندوق كونمينغ للتنوع البيولوجي اليوم.
ويشكل هذا الصندوق الجديد، الذي ستشترك الصين وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة في رئاسته، أهمية بالغة لأن جودة الخطة لا تقل أهمية عن تنفيذها، ولا يمكن تنفيذه إلا بالاستعانة بالموارد الكافية.
ولتحقيق التأثير الأكبر، نحتاج إلى نهج المجتمع بأسره والحكومة بأسرها. وقد قامت أمانة اتفاقية التنوع البيولوجي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالفعل بتأسيس شركاء للأمم المتحدة. ويُتاح الصندوق أمام لجميع وكالات الأمم المتحدة للانضمام إلى دعم البلدان النامية لتحقيق مستقبل مستدام للناس والطبيعة. ويعمل برنامج الأمم المتحدة للبيئة - بصفته الرئيس المشارك للصندوق والمضيف للعديد من اتفاقيات التنوع البيولوجي والمواد الكيميائية والبحار الإقليمية - على تنسيق العمل بشأن حماية الطبيعة.
ويجب علينا أن نشرك الأشخاص الذين يعيشون من موارد الطبيعة ويستخدمونها، ونعمل على ضمان استفادتهم بشكل عادل من استخدامها المستدام. ونحن بحاجة إلى اتخاذ إجراءات هادفة في مختلف القطاعات الرئيسية، وخاصة الأغذية والزراعة والصناعات الاستخراجية. نحن جميعًا نعتمد على الطبيعة، لذا أدعو الشركاء من القطاعين العام والخاص إلى تنمية موارد الصندوق.
إن الاستثمار في الطبيعة، من خلال إطار كونمينغ-مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي وهذا الصندوق، هو قرار اقتصادي يتسم بالذكاء. الطبيعة هي المحرك الأخضر الذي يعزز اقتصاداتنا. وإذا ما لم نحافظ عليها، سيموت هذا المحرك الذي يعزز اقتصاداتنا. ولكن إذا استخدمناها بشكل مستدام ومنصف، فإن المحرك سيوجه البشرية جمعاء نحو مستقبل أفضل.