pixabay
15 Jul 2024 Press release البيئة قيد الاستعراض

في ظل تعدد الأزمات العالمية، على العالم أن يتبنى نهجا استشرافيا لحماية صحة الإنسان والكوكب

نيويورك، 15 يوليو/تموز 2024 – في ظل تزايد التغيرات البيئية والتكنولوجية والمجتمعية التي تضر بصحة الإنسان والكوكب، يجب على العالم أن يعمل بشكل أفضل على تتبع مجموعة من التحديات الناشئة والاستجابة لها، وفقًا لتقرير جديد صادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة ومجلس العلوم الدولي.

استكشاف الآفاق الجديدة - تقرير استشرافي عالمي حول صحة الكوكب ورفاه الإنسان يحدد ثمانية تحولات عالمية حاسمة مسؤولة عن تسريع تفاقم أزمة الكوكب الثلاثية المتمثلة في تغير المناخ، وفقدان الطبيعة والتنوع البيولوجي، والتلوث والنفايات.

وتشمل هذه التحولات تدهور العالم الطبيعي الناجم عن الأعمال البشرية، والتطور السريع للتكنولوجيات مثل الذكاء الاصطناعي، والتنافس على الموارد الطبيعية، والزيادة المستمرة في أوجه عدم المساواة، وتراجع مستويات الثقة في المؤسسات. وتُولّد هذه التحولات أزمات متعددة، حيث لا تتفاقم الأزمات العالمية وتتسارع فحسب، بل تبدو وكأنها متزامنة- مع ما يترتب على ذلك من عواقب وخيمة تؤثر سلبا على رفاه الإنسان والكوكب.

وتقدم ثماني عشرة إشارة للتغيّر ــ والتي حددها مئات الخبراء العالميين من خلال المشاورات الإقليمية ومشاورات أصحاب المصلحة والتي شملت الشباب ــ لمحة أعمق عن الاضطرابات المحتملة، الإيجابية والسلبية، التي يتعين على العالم الاستعداد لها.

وقالت إنغر أندرسن، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة: ’’مع تزايد حدة الآثار المرتبطة بالأزمات المتعددة، حان الوقت الآن لاتخاذ إجراءات استباقية وحماية أنفسنا من التحديات الناشئة. إن الوتيرة السريعة للتغير وعدم اليقين والتطورات التكنولوجية التي نشهدها، والمشهد الجيوسياسي المضطرب بشكل متزايد، خلقت بيئة جديدة حيث يمكن فيها زعزعة استقرار أي بلد بسهولة أكبر وأكثر في كثير من الأحيان.

’’ومن خلال رصد إشارات التغير واستخدام النهج الاستشرافي المبين في هذا التقرير - بما في ذلك النظر في تلك التي تحدث خارج المجال البيئي التقليدي – يستطيع العالم منع تكرار أخطاء الماضي والتركيز على الحلول القادرة على الصمود أمام الاضطرابات المستقبلية.‘‘

إشارات التغير

تشمل التحولات الرئيسية وإشارات التغير الموضحة في التقرير ما يلي:

من المتوقع أن يتزايد الطلب على العناصر الأرضية النادرة والمعادن والفلزات لتحقيق أهداف صافي الانبعاثات الصفري بمقدار أربعة أضعاف بحلول عام 2040، مما يزيد من الدعوات للتعدين في أعماق البحار وحتى التعدين في الفضاء. وسيشكل هذا تهديدات محتملة للطبيعة والتنوع البيولوجي، ويمكن أن يزيد التلوث والنفايات، ويؤجج المزيد من النزاعات.

يمكن أن يؤدي ذوبان التربة الصقيعية الدائم على كوكب يزداد فيه الاحترار العالمي إلى إطلاق كائنات حية دقيقة قديمة، وبعضها له إمكانات مسببة للأمراض، مما يؤدي إلى عواقب وخيمة على صحة الإنسان والحيوان والبيئة. وقد تسببت هذه الظاهرة بالفعل في تفشي مرض الجمرة الخبيثة في سيبيريا.

في حين أن الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي يمكن أن يحققا العديد من الفوائد، إلا أنه يجب مراعاة الآثار البيئية المحتملة: لا سيما الطلب المتزايد على المعادن الحيوية والعناصر الأرضية النادرة واستهلاك الموارد المائية لتلبية الاحتياجات التقنية الجديدة لمراكز البيانات. ويتطلب استخدام الذكاء الاصطناعي في أنظمة الأسلحة وتطوير البيولوجيا التركيبية مراجعة دقيقة من منظور بيئي.

تتزايد حدة النزاعات المسلحة وأعمال العنف وتتفاقم. وتؤدي هذه النزاعات إلى تدهور النظم الإيكولوجية وتلوثها، مما يؤدي إلى تداعيات تؤثر سلبا على الفئات السكانية الضعيفة.

يزيد النزوح القسري من الآثار السلبية على الصحة والبيئة. ويعاني واحد من كل 69 شخصاً، حاليا من النزوح القسري- وهو ما يمثل عمليا ضعف عدد النازحين عما كان عليه قبل عشر سنوات. وكانت النزاعات وتغير المناخ بمثابة الدوافع الرئيسية لهذا النزوح.

اعتماد نهج استشرافي

مع ذلك، يشير التقرير إلى أن استخدام أدوات الاستشراف يمكن أن يساعد العالم على توقع التحديات الناشئة والاضطرابات المستقبلية والاستعداد لها.

وقال بيتر جلوكمان، رئيس مركز العلوم الدولي: ’’يوفر تقرير الاستشراف مجموعة مفيدة من الأدوات للابتعاد عن التفكير القصير الأجل للمساعدة في تحديد الفرص والمخاطر المستقبلية شريطة أن يتم ذلك بطريقة تعددية حقًا، متجاوزة الولايات المؤسسية المحدودة والقطاعات وغيرها من الانقسامات المصطنعة الأخرى التي تحد من قدرتنا على تأطير المشاكل والحلول.

ويوصي التقرير باعتماد عقد اجتماعي جديد يشرك مجموعة متنوعة من أصحاب المصلحة، بما في ذلك السكان الأصليين؛ ومنح الشباب فرصا أكبر للتعبير عن آرائهم؛ وإعادة النظر في مقاييس التقدم بحيث تتجاوز الناتج المحلي الإجمالي.

ويمكن للحكومات والمجتمعات أيضًا أن تقدم أهدافًا ومؤشرات قصيرة المدى تتيح لها اعتماد حوكمة أكثر مرونة. إن بزوغ فجر حقبة جديدة من الأدوات والإجراءات اللازمة لتشكيل النظم المالية وإعادة توجيه تدفقات رأس المال – وهو إشارة تغيّر إيجابية وردت في هذا التقرير - يمكن أن يساعد في الحد من عدم المساواة، والقضاء على الفقر المدقع، ومعالجة الأزمات البيئية.

إن اعتماد حوكمة مرنة وقابلة للتكيف يتطلب تحسين رصد التدخلات وتقييمها. ويشمل ذلك دمج وتحسين رصد التغيرات البيئية، وجعل الوصول إلى البيانات والمعرفة أكثر سهولة.

وبما أن آثار الأزمات المتعددة تؤدي إلى تفاقم الضرر الذي يلحق بالبيئة وصحة الإنسان، فإن الحلول تلوح في الأفق ويجري اتخاذ الإجراءات اللازمة للاستجابة للتحولات العالمية وإشارات التغير المحددة في التقرير. ويمكن أن يساعد تقرير الاستشراف في تسريع وتيرة هذه الإجراءات وإثارة العديد من الإجراءات الأخرى.

ملاحظات للمحررين

 

نبذة عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة

يعد برنامج الأمم المتحدة للبيئة الصوت العالمي الرائد في مجال البيئة. فالبرنامج يوفر القيادة ويشجع إقامة الشراكات في مجال رعاية البيئة عن طريق إلهام وتنوير وتمكين الأمم والشعوب لتحسين نوعية حياتهم دون المساس بأجيال المستقبل.

نبذة عن مجلس العلوم الدولي

يعمل مجلس العلوم الدولي على المستوى العالمي على حفز التغيير من خلال الجمع بين الخبرات العلمية والمشورة والاضطلاع بدور مؤثر فيما يتعلق بالقضايا ذات الأهمية البالغة لكل من العلم والمجتمع.

ومركز العلوم الدولي هو منظمة دولية غير حكومية ذات عضوية عالمية فريدة تضم 250 اتحادا ورابطة علمية دولية ومنظمات علمية وطنية وإقليمية بما في ذلك الأكاديميات ومجالس البحوث والاتحادات والجمعيات الدولية بالإضافة إلى الأكاديميات والجمعيات الناشئة.

للمزيد من المعلومات يرجى الاتصال بالتالي:

وحدة الأخبار والإعلام، برنامج الأمم المتحدة للبيئة