وقعت إندونيسيا وجمهورية الكونغو في 30 أكتوبر/تشرين الأول 2018، أول اتفاق بشأن حماية وإدارة أراضي الخث والذي بين بلد أفريقي وآسيوي.
وتنص مذكرة التفاهم التي مدتها خمس سنوات، من بين أمور أخرى، على أنه ينبغي على الجانبين تطوير إدارة سليمة للأراضي الخثية والتعاون في الترويج لأفضل الممارسات في الإدارة المستدامة للأراضي الخثية. كما اتفقا على مساعدة بعضهم البعض في بناء القدرات وتبادل المعلومات.
ولتقليل خطر اندلاع الحرائق وإيقاف كميات هائلة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، تعيد إندونيسيا تجديد ما يزيد على مليوني هكتار من الأراضي الخثية الجافة، في الوقت الذي تعمل فيه على زيادة تبادل المعلومات حول هذه الأراضي الرطبة الغنية بالكربون على مستوى العالم.
ففي أعقاب اندلاع حرائق الأراضي المرعبة في إندونيسيا في عام 2015، اتخذت البلاد خطوات للحد من سوء إدارة أراضي الخث: هناك قوانين معمول بها للتأكد من أن قوانين الأراضي الخثية - بما في ذلك الحظر الوطني الذي يحظر التصريف الجديد للأراضي الخثية - يتم إنفاذها.
ويقول رافلز بانجايتان، مدير إدارة مكافحة حرائق الغابات والأراضي في وزارة الغابات بإندونيسيا: "نحن لا ننام هنا في إندونيسيا لأننا نراقب دائمًا الحرائق في الأراضي الخثية".
تاريخياً، لم تكن أهمية الأراضي الخثية، التي تغطي نحو ثلاثة في المائة من الأرض على كوكبنا، مفهومة جيداً. وبالتالي، يتم استنزافها في كثير من الأحيان للمزارع والزراعة والحراجة.
وفي حين تزايد الوعي بشأن الأراضي الخثية الاستوائية في السنوات الأخيرة، فإن البيانات والتجارب المتفرقة تجعل من الصعب اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن إدارتها. ولتعزيز نهج أكثر توحيدًا لإدارة هذه النظم الإيكولوجية الهشة ومساعدة العلماء والممارسين على تبادل المعرفة والابتكارات، تم إطلاق مراكز استوائية دولية للأراضي "الخثية" في إندونيسيا في أكتوبر 2018.
وقالت سيتي نيربايا، وزيرة البيئة والغابات، في حفل غداء خفيف "نحن نرى الحاجة إلى جمع المعرفة الحالية وتطوير القدرات حتى نكون قادرين على تصعيد العمل القائم على العلم - ليس فقط في إندونيسيا، ولكن أيضًا في البلدان الاستوائية الأخرى".
وحضر ما يقرب من 600 ممثل عن الوكالات الحكومية والشركاء الدوليين والقطاع الخاص والمجتمع المدني ووسائط الإعلام عملية الإطلاق الناعمة - بما في ذلك ممثلو الحكومة لجمهورية الكونغو وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
“وتقول جويس موسايا نائبة المدير التنفيذي للأمم المتحدة للبيئة "تقدم الأراضي الخثية الثروة الهائلة للعالم في التنوع البيولوجي، ولكن من دون إدارة دقيقة لأهداف الحفاظ على البيئة والتنمية المتنافسة، فإن إطلاق احتياطياتها الكبيرة من الكربون سيؤدي إلى انبعاث غير مسبوق من غازات الدفيئة والحرائق الهائلة المدمرة"..
وفي مارس/آذار 2018، تم توقيع اتفاق تاريخي لحماية أكبر أراضي الخث الاستوائية في العالم، وهي منطقة كافيت المركزية المتاخمة لجمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية الكونغو.
وتقول ديانا كوبانسكي، منسقة مبادرة الأراضي الخثية العالمية، في الأمم المتحدة للبيئة "بالنسبة للتنوع البيولوجي والمناخ وللأفراد، نحتاج إلى أراضي خث صحية"،. “تضم منطقة كافيت المركزية 14 نوعًا من الأنواع المهددة عالميًا بما في ذلك البونوبو والغوريلا والشمبانزي. هذه الأراضي الخثية هي كنز عالمي يستحق الاهتمام العالمي والجهود المبذولة الآن ومستقبلاً".
مبادرة الأراضي الخثية العالمية هي جهد من قبل دول ومنظمات رائدة في الأراضي الخثية لإنقاذ هذه الأراضي الرطبة الهشة كأضخم مخزون من الكربون العضوي الأرضي في العالم. ومن بين الأعضاء المؤسسين للمبادرة، مركز البحوث الحرجية الدولي (CIFOR) ، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، والأمم المتحدة للبيئة، وإندونيسيا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وجمهورية الكونغو.
لمزيد من المعلومات يرجى التواصل مع ديانا كوبانسكي