عندما بدأ شخصان في القيام بتنظيف شاطئ في مدينة مومباي في عام 2016، لم يتخيلا أبداً كيف ستؤثر أعمالهما التلقائية البسيطة على الآخرين بهذه السرعة مثل الكرة الثلجية. وكما نعرف أنه لا تتم كل التدخلات البيئية من جانب الحكومات أو المنظمات الكبيرة. فهناك دور للمجموعات الصغيرة ذات الدوافع لإحداث فرق أيضاً.
في كينيا، وعلى بعد حوالي 140 كم جنوب شرق نيروبي، بدأت مجموعة صغيرة من المتطوعين بتغيير أنماط التفكير واتخاذ إجراءات لاستعادة المناظر الطبيعية شبه القاحلة داخل مجمع المدارس الابتدائية.
وفي العام الماضي، قامت المجموعة - المسجلة رسميًا باسم جمعية شواغل البعثات - بإجراء مسح للمنطقة للبحث عن مدارس ذات أراضي كافية متاحة لزراعة الأشجار.كانت فكرتهم تتمثل في تجميل مجمع مدرسة، وفي نفس الوقت تقديم التعليم العملي للتلاميذ وأولياء أمورهم والمعلمين.
وينطبق هذا المشروع على مدرسة نديميو الابتدائية التي تقع بالقرب من بلدة ماليلي في مقاطعة ماكوني. حيث يوجد في المدرسة 108 تلميذ، ومصدر مياه قريب، وأرض كافية (1.6 هكتار على الأقل، أو أربعة فدادين) لزراعة الأشجار، بالإضافة إلى دعم مقدم من أولياء الأمور والمعلمين والمجتمع المحلي.
ويقول سام بارات، خبير تعليم في الأمم المتحدة للبيئة: "التعليم أمر حيوي إذا أردنا خلق جيل جديد من المحاربين البيئيين لمواجهة التحديات البيئية الضخمة التي يواجهها العالم".
منذ حياة الجيل السابق، كان في المنطقة الكثير من الأشجار والحياة البرية، وكان الهدف من المشروع هو محاولة استعادة المناظر الطبيعية ونشر عادة زراعة الأشجار للمدارس المحلية الأخرى: فإنه بمجرد زرع 1000 شتلة، ستصبح المدرسة مصدر شتلات الأشجار للمدارس الأخرى.
ويقول يقول جاك موريونغ، قائد فرقة صغيرة من المتطوعين (ست نساء وأربعة رجال من مختلف المهن في نيروبي) "عليك أن تبدأ في مكان ما، فليس هناك طرق مختصرة في زراعة الأشجار. "يجب عليكم أن تفكروا على المدى الطويل".
تم شراء البذور من معهد بحوث الغابات في كينيا، والذي قدم أيضًا نصائح قيّمة حول الأنواع التي ستزرع. وبصورة إجمالية، فإن الخطة هي زراعة نحو 20 نوعا مختلفا من الأشجار، بما في ذلك أشجار الفاكهة. وستوفر الأشجار الوقود والظل للناس وستعمل على وقف الرياح وتمنع تآكل التربة، بالإضافة إلى لعب دور هام في التخفيف من وطأة تغير المناخ.
ويأتي المزيد من الاستشارات والدعم الفني من "مواسي"، وهو مسؤول خدمة الغابات في كينيا، والذي شارك بنشاط في تنظيم زرع بذور في المدارس. فهو يقوم بسقي الشتلات وزرعها ورعاية الشتلات التي سيتم زرعها في المدارس.
ويقول تيم كريستوفرسن، خبير الغابات والخرائط في الأمم المتحدة للبيئة "إن مبادرات الاستعادة الصغيرة مثل هذه كانت تنمو في جميع أنحاء العالم في السنوات الأخيرة.
"تتمثل مهمتنا كأمم متحدة في مساعدتهم على التواصل مع بعضهم البعض، والتعلم من بعضهم البعض ومساعدة الحكومات على تشجيع المزيد من العمل المحلي. نحتاج إلى تكرار هذه النماذج مرات عديدة، ونرتقي بها إلى نطاق المناظر الطبيعية، ليكون لها تأثير كبير على الحد من آثار تغير المناخ "
ففي كل عام، تخسر أفريقيا ما يقدر بـ 2.8 مليون هكتار من الغابات، حيث تؤثر إزالة الغابات وتدهور الأراضي تأثيرا خطيرا على بيئتها وشعبها.
يعقد المنتدى العالمي للمناظر الطبيعية مؤتمرا في نيروبي يومي 28 و29 أغسطس 2018 للمساعدة في بناء ومواءمة الدعم الدولي والوطني ودعم القطاع الخاص لاستصلاح الغابات واستعادة المناظر الطبيعية. يقودها مركز البحوث الحرجية الدولية إلى جانب الشركاء المؤسسين UN للأمم المتحدة للبيئة والبنك الدولي، بتمويل أساسي من الحكومة الألمانية، يعمل المنتدى العالمي للمناظر الطبيعية على تسريع العمل نحو خلق مناظر طبيعية أكثر مرونة وعادلة ومربحة وإنتاجية وصحية، ولتحقيق أهداف اتفاق باريس وأهداف التنمية المستدامة.
تطلق الشراكة العالمية لاستعادة الغابات والمناظر الطبيعية تقريرًا جديدًا في المنتدى بعنوان "استعادة الغابات والمناظر الطبيعية: العوامل الأساسية لتحقيق مستقبل مستدام
لمزيد من المعلومات بشأن مشروع ماكوني: يرجى التواصل مع جاك مورينغي mconcern2018@gmail.com
لمزيد من المعلومات بشأن " نهج المناظر الطبيعية" و المنتدى العالمي للمناظر الطبيعية: تيم كريستوفر Tim.Christophersen@un.org