ستجتمع الحكومات من جميع أنحاء العالم، في شهر ديسمبر، في مؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي (الدورة ال 15 لمؤتمر الأطراف) في مونتريال، كندا، للاتفاق على مجموعة جديدة من الأهداف التي ستوجه الإجراءات العالمية لحماية الطبيعة وإصلاحها حتى عام 2030.
التنوع البيولوجي هو مجموعة متنوعة من العديد من الكائنات الحية التي تشكل الحياة على الأرض. وهي تشمل ما يقرب من 8 ملايين نوع على هذا الكوكب - من النباتات والحيوانات إلى الفطريات والبكتيريا - والأنظمة البيئية التي تؤويها، مثل المحيطات والغابات والبيئات الجبلية والشعاب المرجانية.
لكن الطبيعة في أزمة. يفقد العالم الأنواع بمعدل 1000 مرة أكبر من أي وقت آخر في التاريخ البشري المسجل، ومليون نوع مهدد بالانقراض.
تقدم الحلول القائمة على الطبيعة طرقًا لتعزيز رفاه الإنسان ومعالجة أزمة المناخ وحماية الكوكب.
وتقول إليزابيث مريما، الأمينة التنفيذية لاتفاقية التنوع البيولوجي: ’’على الرغم من كل التقدم التكنولوجي، فإننا نعتمد اعتماداً تاماً على النظم البيئية الصحية والنابضة بالحياة من أجل المياه والغذاء والأدوية والملابس والوقود والمأوى والطاقة‘‘.
تقول إليزابيث مريما: ’’على الرغم من كل التقدم التكنولوجي، فإننا نعتمد اعتماداً تاماً على النظم البيئية الصحية والنابضة بالحياة من أجل المياه والغذاء والأدوية والملابس والوقود والمأوى والطاقة‘‘.
لماذا يعد التنوع البيولوجي ضرورياً للناس والكوكب؟
يضمن التنوع البيولوجي أن لدينا تربة خصبة، بالإضافة إلى ضمان مجموعة متنوعة من الأغذية، بما في ذلك الفواكه والخضروات التي نأكلها. إنه أساس معظم صناعاتنا وسبل عيشنا ويساعد في تنظيم المناخ من خلال تخزين الكربون وتنظيم هطول الأمطار. كما أنه ينقي الهواء والماء ويخفف من آثار الكوارث الطبيعية مثل الانهيارات الأرضية والعواصف الساحلية.
على اليابسة، تعتبر الغابات أهم النظم الإيكولوجية وملاجئ التنوع البيولوجي، وهي موطن لمعظم التنوع البيولوجي الأرضي للأرض: 80 في المائة من أنواع البرمائيات؛ 75 في المائة من أنواع الطيور، و68 في المائة من أنواع الثدييات، وفقاً لتقرير حالة الغابات في العالم.
لماذا يعتبر التنوع البيولوجي مهمًا لصحة الإنسان؟
قالت دورين روبنسون، خبيرة التنوع البيولوجي في برنامج الأمم المتحدة للبيئة: ’’يمكن للنظم البيئية الصحية أن تحمي من انتشار الأمراض: حيث يكون التنوع البيولوجي المحلي مرتفعاً، فيمكن خفض معدل الإصابة ببعض الأمراض الحيوانية المصدر‘‘.
تظهر أبحاث برنامج الأمم المتحدة للبيئة أنه عندما تتضرر الطبيعة، فإن صحة الإنسان تكون أيضاً في خطر. وتشير التقديرات إلى أن حوالي 60 في المائة من الإصابات البشرية من أصل حيواني. يؤدي التطور المستشري إلى جعل الحيوانات والبشر على اتصال وثيق، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض مثل انتشار جائحة مرض فيروس كورونا- كوفيد-19.
وتعد الطبيعة أيضاً مصدراً أساسياً للعديد من الأدوية المستخدمة في الطب الحديث. وتمكن النباتات والحيوانات والميكروبات الباحثين الطبيين من فهم فسيولوجيا الإنسان وعلاج الأمراض. ويعتمد أربعة مليارات شخص بشكل أساسي على الأدوية الطبيعية، وحوالي 70 في المائة من أدوية علاج السرطان إما منتجات طبيعية أو منتجات اصطناعية مستوحاة من الطبيعة. ففي الولايات المتحدة، تعتمد 118 على الأقل من أفضل 150 دواءً موصوفًا على مصادر طبيعية.
كيف يرتبط التنوع البيولوجي بالاقتصاد؟
التنوع البيولوجي هو أساس الازدهار الاقتصادي. يعتمد ما يقرب من 44 تريليون دولار أمريكي من توليد القيمة الاقتصادية - والتي تمثل أكثر من نصف الناتج المحلي الإجمالي العالمي - بشكل معتدل أو كبير على الطبيعة وخدماتها.
وتعد قطاعات البناء والزراعة والأغذية والمشروبات أكبر ثلاث قطاعات صناعية تعتمد بشكل كبير على الطبيعة. وتتطلب مثل هذه الصناعات إما الاستخراج المباشر للموارد من الغابات والمحيطات أو الاعتماد على خدمات النظام الإيكولوجي مثل التربة الصحية والمياه النظيفة والتلقيح والمناخ المستقر.
ويعتمد بلايين الأشخاص على الموارد الطبيعية في معيشتهم، والغذاء والطاقة، وهي أمور حيوية لرفاه الإنسان. يعتمد 70 في المائة من بين مئات الملايين من الأشخاص الذين يعيشون في فقر، بشكل مباشر على الأنواع البرية، ويعتمد واحد من كل خمسة أشخاص على مستوى العالم على الأنواع البرية للحصول على الدخل والغذاء.
ستجتمع البلدان في مونتريال في الفترة من 7 إلى 19 ديسمبر، من أجل حضور الدورة ال 15 لمؤتمر الأطراف للتوصل إلى اتفاق تاريخي لتوجيه الإجراءات العالمية بشأن التنوع البيولوجي. وسيحتاج الإطار إلى وضع خطة طموحة تعالج الدوافع الرئيسية لفقدان التنوع البيولوجي وتضعنا على الطريق لوقف وعكس فقدان الطبيعة بحلول عام 2030.
انظر الصفحة الخاصة بالدورة ال 15 لمؤتمر الأطراف لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة لمزيد من المعلومات وآخر التحديثات.
لماذا يعد التنوع البيولوجي ضرورياً لمعالجة أزمة المناخ؟
من المرجح أن تصبح أزمة المناخ أحد أهم العوامل الدافعة لفقدان التنوع البيولوجي بحلول نهاية القرن. ويؤثر الاحترار العالمي بالفعل على الأنواع والأنظمة البيئية في جميع أنحاء العالم، مع اعتبار الشعاب المرجانية والجبال والنظم الإيكولوجية القطبية من بين أكثر الفئات عرضة للخطر.
وستكون النظم البيئية الصحية ضرورية لمعالجة هذه الأزمة. وتعتبر الأرض والمحيطات ’’أحواض كربون‘‘ طبيعية تمتص أكثر من نصف انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، مما يجنب العالم حتى من ارتفاع درجات الحرارة بوتيرة أسرع. ويعد الحفاظ على المساحات الطبيعية على الأرض والمياه واستعادتها أمرًا ضروريًا للحد من انبعاثات الكربون، مما يوفر ثلث جهود التخفيف اللازمة في العقد المقبل.
وتكمن قيمة الطبيعة في مكافحة أزمة المناخ أيضًا في ما هو أبعد من قدرتها على امتصاص الكربون من الهواء. وتعمل الغابات والأراضي الرطبة والنظم البيئية الأخرى بمثابة حواجز ضد الطقس الشديد، وتحمي المنازل والمحاصيل وإمدادات المياه والبنية التحتية الحيوية.
ويعد الحفاظ على الطبيعة وإصلاحها واستخدامها المستدام أمرًا ضروريًا لتحقيق أهدافنا المناخية، في حين أن التحقيق الكامل لأهداف اتفاق باريس ضروري لمعالجة أزمة فقدان التنوع البيولوجي المتسارعة.
ستجتمع البلدان في مونتريال في الفترة من 7 إلى 19 ديسمبر، من أجل الدورة الخامسة عشر لمؤتمر الأطراف للتوصل إلى اتفاق تاريخي لتوجيه الإجراءات العالمية بشأن التنوع البيولوجي. وسيحتاج الإطار إلى وضع خطة طموحة تعالج الدوافع الرئيسية لفقدان التنوع البيولوجي وتضعنا على المسار الصحيح لوقف وعكس فقدان الطبيعة بحلول عام 2030.
انظر الصفحة الخاصة بالدورة الخامسة عشر لمؤتمر الأطراف لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة لمزيد من المعلومات وآخر التحديثات.