استطاع بن فوغل راع الحياة البرية للأمم المتحدة للبيئة قبل فجر يوم 16 مايو، من الوصول إلى قمة جبل إيفرست، محققا بذلك حلمه الذي راوده على مر السنين كمذيع ومغامر بريطاني مشهور في العالم.
وفي معرض حديثه من قمة جبل إيفرست، قال فوغل: "لقد كانت رحلة استثنائية لتحقيق حلم الطفولة للوصول إلى قمة جبل إيفرست، وهكذا تم تحقيق الحلم بأمان ونجاح مع مرشدتي التي ساعدتني كنتون كول، وفريق شيربا الرائع، بما في ذلك سيدهي تامانغ".
وإلى جانب كونه إنجازًا شخصيًا، ساهم تسلق فوغل أيضًا في تسليط الضوء على مشكلة النفايات المتراكمة في الجبال.
"إن دوري بصفتي راع الحياة البرية للأمم المتحدة للبيئة يتيح لي الفرصة للاحتفال بجمال الحياة البرية مع العالم. أريد أن ألفت الانتباه إلى الحياة البرية للمساعدة في تسليط الضوء على ما لدينا من كنوز الحياة البرية قبل أن نفقده. "وبصفتي أحد أبطال تسلق الجبال للأمم المتحدة للبيئة، فقد شاركت المغامرة مع الناس في جميع أنحاء العالم لإظهار سحر جبال الهيمالايا مع جذب الانتباه إلى القضايا البيئية الناشئة في الجبال مثل القمامة الجبلية كجزء من جهود الأمم المتحدة للبيئة لتعزيز إيجاد جبال نظيفة في أعقاب تقرير توقعات إدارة النفايات الخاص بالجبال.
وقد تمت إزالة جميع النفايات الناتجة عن فريق البعثة من الجبل وإعادة تدويرها أو التخلص منها في نيبال أو أوروبا. ويأمل فوغل أن تلهم حملته المتسلقين الآخرين لتحمل مسؤولية النفايات الخاصة بهم، بدلاً من تركها على سفح الجبال.
وفي العقود الأخيرة، برزت مشكلة القمامة الجبلية باعتبارها تهديدًا بيئيًا متناميًا، مما أثر على المجتمعات الواقعة في مناطق عالية الارتفاع والأشخاص الذين يعيشون تحت هذه الجبال. وظلت مشكلة التخلص من النفايات في المجتمعات الجبلية المعزولة مشكلة منذ فترة طويلة، ولكن هذه المشكلة تفاقمت بسبب إدخال البلاستيك والمعادن وغير ذلك من المنتجات غير القابلة للتحلل البيولوجي.
وقد أدى تزايد عدد السياحة الجبلية، وتحديدًا أنشطة مثل رحلات تسلق الجبال، إلى خلق تيارات جديدة من النفايات التي غالبًا ما تكون ملقاة على جانبي المسارات والمخيمات أو في الأنهار الجليدية. وتُركت عبوات الطعام البلاستيكية، والعتاد المكسور وحتى بعض الأجسام في مناطق جبلية يصعب الوصول إليها.
إن تأثير قمة إفريست جدير بالملاحظة بشكل خاص. فقد ارتفع عدد الزائرين إلى منطقة خومبو، حيث تقع قمة إيفرست، من 20 في عام 1964، إلى حوالي 36000 في عام 2012. وقد أدى هذا التدفق من الناس أيضا إلى تزايد كمية القمامة في الجبال. فبعد 60 عاماً من الرحلات الاستكشافية، تشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى 140,000 كيلوغرام من النفايات الصلبة ما زالت موجودة في المنطقة. وقد تم إحراز بعض التقدم في الآونة الأخيرة، وحددت الجماعات المحلية هدفاً طموحاً يتمثل في إزالة 90,000 كيلوغرام من النفايات في عام 2018، لكن لا يزال هناك الكثير مما ينبغي القيام به.
وتمثل الشغل الشاغل لفوغل في ضمان تسلق الفريق إلى قمة الجبل بمستوى أخلاقي، سواء كان فيما يتعلق بالبيئة أو المجتمعات المحلية التي دعمت الحملة. وهو ما يعني ضمان دفع أجور جميع الأشخاص من شعب "شيربا" النيباليين المساهمين في عملية التسلق بأجور عادلة وعدم استغلال أي شخص معني. ومن خلال دعم المجتمعات المحلية والترويج لممارسات التسلق تحت شعار "لا تترك أي أثر (نفايات) خلفك"، يأمل فوغل في إلهام الآخرين للقيام بنفس العمل.
ولم تخلو هذه الحملة من المخاطر، حيث اضطرت فيكتوريا بيندلتون وهي شريكة فوغل في التسلق، والحائزة على الميدالية الأولمبية مرتين، إلى التخلي عن الوصول إلى قمة إيفرست بسبب مشاكل التأقلم وهي مشاكل كانت خارجة عن إرادتها.
وقال فوغل من على قمة إيفرست "أنا ممتن إلى الأبد لصاحبة السمو الملكي الأميرة هيا ومبادرتها العالمية التي جاءت تحت اسم "عمل أي شيء ممكن، لنجاح هذه المغامرة، وإتاحة الفرصة لنا للمساعدة في تعزيز عمل الصليب الأحمر البريطاني وعملي بصفتي راع الحياة البرية للأمم المتحدة للبيئة.
تعلم المزيد عن إدارة النفايات في المناطق الجبلية.