يجتمع قادة العالم ورؤساء الأعمال التجارية وأعضاء المجتمع المدني في منتجع شرم الشيخ المصري يوم الأحد لحضور مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمناخ (الدورة ال27 والعشرون لمؤتمر الأطراف). فبعد عام من التعرض للطقس القاسي الذي أعاد حقيقة أزمة المناخ بالنسبة للكثيرين، هناك بعض الأمل في أن يحرز المندوبون تقدماً حقيقياً في الجهود المبذولة لمنع حدوث كارثة مناخية.
ومع ذلك، مع عودة انبعاثات غازات الدفيئة العالمية إلى مستويات ما قبل الجائحة، وهيمنة التضخم والصراع على جدول الأعمال الدولي، هناك تساؤلات حول ما إذا كان بالإمكان حدوث انفراجة بشأن هذه المسألة. إذن، ما هو المتوقع أن يحدث في مصر، وفي أي مجال من المتوقع إحراز تقدم؟ تابعوا القراءة لمعرفة ذلك.
ما هي مؤتمرات الأطراف؟
تم وضع ثلاث اتفاقيات خلال انعقاد مؤتمر بيئي تاريخي عُقد في ريو دي جانيرو عام 1992: إحداى هذه الاتفاقيات بشأن التنوع البيولوجي، وأخرى بشأن التصحر، وأخرى بشأن تغير المناخ. لكل من هذه الاتفاقيات مؤتمر سنوي للأطراف، أو ما يعرف بكلمة COP، والذي يرى الدول الموقعة تجتمع لتقييم التقدم المحرز ومعرفة كيفية المضي قدماً بشكل جماعي. والدورة ال27 لمؤتمر الأطراف هي الاجتماع السابع والعشرون بشأن تغير المناخ. وعقد الاجتماع الأول في برلين عام 1995. وسيشهد الاجتماع القادم تمثيل 197 بلداً في مصر، وقعت جميعها على اتفاق باريس.
كيف يتم التفاوض بشأن اتفاقيات المناخ؟
يتم العمل للتوصل إلى اتفاقيات بشكل رئيسي بين المفاوضين، بما في ذلك وزراء الحكومات، مع حضور المنظمات المراقبة لتحقيق الشفافية في المحادثات. ومن الأمور المركزية في هذا الأمر عملية تقرر فيها البلدان مقدار الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الوطنية كل عام وتقديمها في شكل مساهمات محددة وطنياً، والتي وافقت على تنقيحها كل خمس سنوات.
ما هي القرارات المتوقع اتخاذها خلال الدورة ال27 والعشرون لمؤتمر الأطراف؟
نظراً لعقد الدورة ال27 والعشرون لمؤتمر الأطراف في قارة إفريقيا، فمن المتوقع أن يكون دور تمويل المناخ وطموح التكيف والتنفيذ محورياً في المناقشات، جنباً إلى جنب مع معالجة ما يسميه المفاوضون ’’الخسائر والأضرار‘‘. وتشير الخسائر والأضرار إلى عواقب أزمة المناخ التي تتجاوز ما يمكن للناس التكيف معه أو عند توافر خيارات، لكن المجتمع لا يمتلك الموارد اللازمة لاستخدامها. ومن الأمثلة على ذلك الأضرار الناجمة عن الأعاصير أو الجفاف، أو الأضرار الدائمة من ارتفاع منسوب مياه البحر أو جفاف الأنهار.
هل من المتوقع تحديد أي التزامات راسخة؟
سيلعب التمويل دوراً مهماً في مؤتمر شرم الشيخ. فمن المتوقع أن تستعرض الأطراف التقدم المحرز في تحقيق هدف تقديم 100 مليار دولار أمريكي سنوياً إلى البلدان النامية التي تتصارع مع أزمة المناخ، وهو تعهد تم التعهد به في عام 2009 في مؤتمر الأطراف الخامس عشر في كوبنهاغن. وسيناقشون أيضاً هدف التمويل لما بعد عام 2025. ومن المتوقع أيضاً الإعلان عن عدد من الاتفاقيات الثنائية والمتعلقة بالقطاع الخاص من أجل تعزيز تنفيذ العمل المناخي وتحويل تمويل المناخ إلى تريليونات.
إدراج مساعدة البلدان على التكيف مع أزمة المناخ على جدول الأعمال. ما أهمية هذا الأمر؟
خلص تقرير جديد صادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة إلى أن العالم سيحتاج إلى أكثر من 300 مليار دولار أمريكي سنوياً بحلول عام 2030 للتعامل مع آثار أزمة المناخ، والتي تشمل الجفاف وارتفاع مستوى البحار والعواصف الشديدة. وسيكون التكيف مع أزمة المناخ عبئاً ثقيلاً بشكل خاص على البلدان النامية.
تم إنشاء الهدف العالمي للتكيف بموجب اتفاق باريس لبناء القدرة على التكيف، وتعزيز القصجرة على الصمود، وتقليل التعرض لأزمة المناخ حتى تتمكن المجتمعات الأكثر ضعفاً في جميع أنحاء العالم من التكيف. ومن المتوقع أن تناقش الأطراف هذا الهدف في مصر والحاجة إلى زيادة تمويل المناخ من أجل نتائج التكيف وتعزيز المرونة.
هل سيتم التوصل إلى نتائج ملموسة من هذه المحادثات؟
كما هو واضح من ارتفاع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والكوارث التي يسببها المناخ، هناك فجوة بين الوعود والعمل على أرض الواقع. لذلك من المتوقع أن تتخذ الأطراف قرارات في مصر تدعم التنفيذ السريع للعمل المناخي الحقيقي.
تابع آخر تحديثات الدورة ال27 والعشرون لمؤتمر الأطراف لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة لمزيد من المعلومات.
يأتي برنامج الأمم المتحدة للبيئة في طليعة الجهود المبذولة لدعم هدف اتفاق باريس المتمثل في الحفاظ على ارتفاع درجة الحرارة العالمية أقل بكثير من درجتين مئويتين ويهدف - ليكون آمنًا - عند 1.5 درجة مئوية، مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية. وفي مؤتمر الأمم المتحدة المقبل لتغير المناخ (الدورة ال27 لمؤتمر الأطراف)، سيكون التركيز على التكيف والتمويل والانتقال العادل إلى مستقبل منخفض الكربون. يمكنكم القيام بدوركم من خلال حملة اعملوا الآن العمل الآن لتقليل استهلاككم وتحدثوا بصوت عالٍ للتعبير عن مخاوفكم بشأن مستقبل الكوكب.