نيروبي، 27 شباط/فبراير 2023- يتطلب تعديل الإشعاع الشمسي– وهو مجموعة من التقنيات التجريبية لتبريد الأرض التي تتم دراستها في مواجهة تباطؤ العمل المناخي- إجراء المزيد من البحوث حول مخاطره وفوائده قبل النظر في إمكانية نشره، وفقاً لما أشار إليه فريق من الخبراء التابعين لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة.
ووجد تقرير الفريق أن تعديل الإشعاع الشمسي ليس جاهزاً بعد للنشر على نطاق واسع لتبريد الأرض. وتقول اللجنة إنه ليس بديلاً عن خفض سريع في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، والتي يجب أن تظل الأولوية العالمية.
ويشير تقرير فريق الخبراء إلى أن تعديل الإشعاع الشمسي ليس جاهزاً بعد للنشر على نطاق واسع لتبريد الأرض. ويؤكد الفريق أن آلية الاستجابة للطوارئ لا يمكن أن تحل محل الحاجة الملحة لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ويجب أن يظل الالتزام بالحد منها بمثابة الأولوية العالمية.
ويجري مناقشة تدابير الطوارئ المؤقتة مثل تعديل الإشعاع الشمسي في الخطاب العلمي والعام، حيث تسير الجهود العالمية للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري على المسار غير الصحيح لتحقيق هدف اتفاق باريس للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية. ومازالت أزمة تغير المناخ تتفاقم، والذي تعد بعض آثاره لا رجعة فيها بالفعل.
ويهدف تعديل الإشعاع الشمسي إلى تبريد الأرض على المدى القصير عن طريق عكس نسبة صغيرة من ضوء الشمس إلى الفضاء. وفي حين أن بعض تقنيات تعديل الإشعاع الشمسي، مثل الحقن الستراتوسفير للهباء الجوي، أكثر نضجاً وتجري تجارب في الهواء الطلق بصورة نشطة، وجد الاستعراض الذي أُجري أن المشكلات الحرجة لم يتم حلها بشكل عام.
وأشار استعراض لبحث علمي أجراه فريق خبراء متعدد التخصصات إلى أن هناك شكوك كبيرة حول التأثيرات الاجتماعية والبيئية للتعديل الإشعاع الشمسي، فضلاً عن التأثيرات المتعلقة بسلامته واستدامته. وخلص فريق الخبراء إلى أن نظام تعديل الإشعاع الشمسي لا يعالج أسباب تغير المناخ، لذلك لن يحل المشاكل المتعلقة بالآثار التي نشهدها بالفعل أو يغيرها.
وقالت السيدة أندريا هينوود، كبيرة المسؤولين العلميين في برنامج الأمم المتحدة للبيئة: ’’يقود تغير المناخ العالم إلى أراضٍ مجهولة، ولا يزال البحث عن جميع الحلول الممكنة أمراً يمكن تطبيقه‘‘. ’’ومع ذلك، يجب فهم جميع التقنيات الجديدة ودراستها بعمق، كما يجب تحديد المخاطر أو العواقب المحتملة قبل وضعها موضع التنفيذ.
’’يحتاج القطاع الخاص والسلطات التنظيمية إلى معالجة المسائل المهمة المرتبطة بهذه التقنيات، وينبغي الإجابة على العديد من الأسئلة الأساسية حول الآثار المترتبة على السلامة، مع إيلاء الأولوية للمبدأ الوقائي قبل التفكير في تعديل الإشعاع الشمسي.‘‘
ولم تُدرس بعد آثار تقنيات الإدارة المستدامة للأراضي في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، جيداً، على الرغم من حقيقة أن هذه البلدان غالباً ما تقع على الخطوط الأمامية لتغير المناخ وستواجه الآثار المحتملة للتعديل الإشعاع الشمسي إذا تم نشرها.
وتشمل المسائل الأخرى إدارة التجارب التي تُجرى في الهواء الطلق الصغيرة الحجم والنشر التشغيلي وتطوير التكنولوجيا والتمويل، فضلاً عن الإنصاف والمخاوف الأخلاقية المتعلقة بالموافقة.
ويرى فريق الخبراء أنه ليس هناك ما يبرر نشر تعديل الإشعاع الشمسي على المدى القصير والمتوسط ولن يكون من الحكمة استخدامه في الوقت الحالي. ومع ذلك، قد يتغير هذا الرأي إذا ظل العمل المناخي غير كافٍ.
وقالت السيدة هينوود: ’’لقد تم إحراز تقدم كبير في إجراء أبحاث بشأن تعديل الإشعاع الشمسي، وأُحرز تقدم كبير في النمذجة، بيد أننا بحاجة إلى المزيد من الأدلة التجريبية حول المخاطر والعواقب المحتملة قبل تعريض غلافنا الجوي الفريد لتقنيات تعديل الإشعاع الشمسي‘‘. ’’لا توجد طُرق مختصرة أو بدائل لحاجة البلدان إلى الحد بشكل كبير من انبعاثاتها الضارة ولا يوجد بديل أفضل لسلامنا وصحتنا ورفاهيتنا من التحول نحو اقتصاد دائري، يكون متوائماً مع الطبيعة.‘‘
نبذة عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة
يعد برنامج الأمم المتحدة للبيئة الصوت العالمي الرائد في مجال البيئة. فهو يوفر القيادة ويشجع إقامة الشراكات في مجال رعاية البيئة عن طريق إلهام وتنوير وتمكين الأمم والشعوب لتحسين نوعية حياتهم دون المساس بأجيال المستقبل.
للمزيد من المعلومات يرجى الاتصال بالتالي:
وحدة الأخبار والإعلام، برنامج الأمم المتحدة للبيئة