Credit: Albanian National Tourism Agency
10 Jan 2025 Nature Action

ربط السياحة البيئية بالحفاظ على البيئة لتحقيق النمو الاقتصادي في ألبانيا

Credit: Albanian National Tourism Agency

تقع ألبانيا في جنوب شرق أوروبا على حدود البحر الأدرياتيكي والبحر الأيوني، وتتميز بالجبال والأنهار والأراضي الرطبة والبحيرات الساحلية التي تعد موطنًا للعديد من الأنواع المتوطنة. وتدرك ألبانيا أن التنوع البيولوجي هو أحد أعظم أصولها، ولا ترى في مناظرها الطبيعية مصدرا للفخر فحسب ولكن أيضًا مصدرًا للإمكانات الاقتصادية، وخاصة من خلال السياحة.

ولحماية هذه النظم الإيكولوجية والإيرادات التي يمكن أن تولدها، تتطلع ألبانيا إلى تحقيق الاستدامة. وشهدت السياحة في ألبانيا نمواً في السنوات الأخيرة. ففي عام 2023، احتلت ألبانيا المرتبة الرابعة عالميًا من حيث أكبر نسبة زيادة في عدد الوافدين السياح الدوليين، حيث يأتي العديد من الزوار للاستمتاع ببمشاهدة الطبيعة الخلابة والشواطئ في ألبانيا.

وبما أن هذا المستوى من النمو في السياحة يفرض مخاطر على الطبيعة والأراضي وفقدان التنوع البيولوجي، فقد أنشأت الحكومة وزارة مشتركة للسياحة والبيئة في عام 2017. ويتمثل الهدف من هذه الوزارة فيما يلي: مراقبة حماية البيئة حتى لا يقل حماية البيئة بالتوازي مع توسع القطاع الصناعي.

وقالت ميرلا كومبارو فوركسي، وزيرة السياحة والبيئة في ألبانيا: ’’إن الاهتمام بالحفاظ على الطبيعة وحماية التنوع البيولوجي والتنمية المستدامة ستغلب دائمًا على الاستثمارات السياحية‘‘.

وقالت ميرلا كومبارو فوركسي إن ألبانيا ستوسع من نطاق مناطقها المحمية في عام 2022 لتغطي 21،4 في المائة من أراضيها بارتفاع عن النسبة السابقة 17،5 في المائة. وشمل ذلك إنشاء المتنزه الوطني لجبال الألب الألبانية. وتغطي الحديقة مساحة تبلغ حوالي 83 ألف هكتار مع مناظر طبيعية جبلية ووديان خلابة، وتهدف إلى دمج الحفاظ على التنوع البيولوجي بشكل أفضل مع التنمية الريفية.

وتعمل وزارة السياحة والبيئة أيضا على تشجيع السياحة المسؤولة التي تعود بالنفع على المجتمعات المحلية والبيئة. ومن الأمثلة البارزة على ذلك منتزه فيوسا وايلد ريفر الوطني، الذي أصبح في عام 2023 أول منتزه وطني لنهر بري في العالم، بحسب ما قالته كومبارو فوركسي. وأفاد مسؤولون بالوزارة أن الحكومة أجرت مشاورات واسعة النطاق مع المجتمعات المحلية قبل إنشاء المتنزه.

وأضاف كومبارو فوركسي قائلة: ’’لقد أصبح هذا النهج التعاوني نموذجا نطبقه بنجاح في جميع أنحاء ألبانيا‘‘.

ويحقق متنزه نهر فيوسا البري الوطني الآن التوازن بين الأهمية البيئية والرفاه البشري. ويتم إدارة أنشطة السياحة البيئية، مثل التجديف وصيد الأسماك، بطريقة تضمن توافقها مع أهداف الحفاظ على البيئة ودعم سبل العيش المحلية مع حماية التقاليد الثقافية والزراعة في المنطقة.

Sun sets behind mountains over a river valley. 

ونجحت ألبانيان بفضل الشراكات مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة ومرفق البيئة العالمية، في توسيع شبكة مناطقها المحمية، مما أدى إلى تحسين الحفاظ على التنوع البيولوجي والقدرة على التكيف مع المناخ. لقد عملت المشاريع في النظام الإيكولوجي لبحيرة كوني-فاني ومنطقة شمال ألبانيا الجبلية على تعزيز القدرات المحلية وزيادة الوعي بتغير المناخ، مما أفاد كل من قطاع السياحة وجهود الحفاظ على البيئة.  

Two women standing side by side.
ميريلا كومبارو فوركسي، وزيرة السياحة والبيئة الألبانية، وإنغر أندرسن، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، خلال الزيارة الرسمية التي تقوم بها أندرسن إلى ألبانيا. مصدر الصورة: وزارة السياحة والبيئة في ألبانيا

ويدعم برنامج الأمم المتحدة للبيئة ألبانيا أيضا في العديد من المجالات الرئيسية الأخرى بما في ذلك تكامل العلوم والسياسات، وبناء القدرات، ونقل التكنولوجيا، والأنشطة التوعوية. ويجري حالياً دمج نُهج التكيف القائمة على النظم الإيكولوجية في استراتيجيات التنمية الوطنية لبناء القدرات وزيادة الوعي بشأن تغير المناخ والحد من التعرض لآثاره.

وفي إطار جهودها الرامية إلى تحقيق أهداف الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، تعمل ألبانيا على مواءمة سياساتها البيئية مع معايير الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك دمج توجيهات الاتحاد الأوروبي المتعلقة بالطيور والموائل في التشريعات الوطنية. وتهدف التوجيهات المتعلقة بالطيور والموائل إلى الحفاظ على الأنواع والموائل المحمية أو استعادتها. وتعمل ألبانيا أيضًا على تحسين إنفاذ القانون في مجالات مثل إدارة النفايات والعمل المناخي..   

وتتميز ألبانيا بأنها واحدة من سبع دول في العالميعتمد توليد الطاقة فيها بالكامل على مصادر متجددة، وهي الطاقة الكهرومائية. ووفقًا لتقرير فجوة الانبعاثات الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة لعام 2023، تعد ألبانيا واحدة من 36 دولة نجحت في الحفاظ على تخفيضات انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري لأكثر من عقد من الزمان. ومع ذلك، وعلى الرغم من مساهمتها الضئيلة في إحداث ظاهرة تغير المناخ، تواجه ألبانيا آثاره السلبية، التي تهدد استقرار موارد المياه ومحطات الطاقة الكهرومائية المعرضة للجفاف وأنماط الطقس المتغيرة. ونتيجة لذلك، سعت ألبانيا إلى تنويع مصادر الطاقة من خلال الاستثمار في مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الحرارية الأرضية.

وتعد ألبانيا من بين البلدان التي تساهم بكامل حصتها المالية في الصندوق الأساسي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، وهو صندوق البيئة.

وقالت كومبارو فوركسي: ’’من خلال المساهمة بحصتنا الكاملة في صندوق البيئة، فإننا نؤكد إيماننا بالدور الحاسم لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة في تعزيز قدرة الكوكب على الصمود من خلال الحفاظ على الطبيعة واستعادتها واستخدامها على نحو مستدام‘‘.

ألبانيا هي أحد شركاء التمويل الكامل لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة لعامي 2023 و2024، حيث تعمل مساهماتها في صندوق البيئة، وهو الصندوق الأساسي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، على تمكين إيجاد الحلول العالمية المبتكرة والمرنة لتغير المناخ وفقدان الطبيعة والتنوع البيولوجي والتلوث والنفايات. تعرفوا على كيفية دعم برنامج الأمم المتحدة للبيئة للاستثمار في الناس والكوكب.