Photo by UNEP
26 Feb 2024 Speech Climate Action

الدورة السادسة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة: تحقيق الوحدة العالمية من خلال الدبلوماسية البيئية

Photo by UNEP
Speech delivered by: Inger Andersen
For: UNEA-6 opening plenary
Location: Nairobi, Kenya

معالي السيدة ليلى بنعلي، رئيسة الدورة السادسة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة ووزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة في المغرب،

معالي السيد سويبان تويا، أمين مجلس الوزراء لشؤون البيئة وتغير المناخ والغابات في كينيا،

معالي السيد فراس خوري، رئيس لجنة الممثلين الدائمين،

السيدة زينب حوا بانغورا، المديرة العامة لمكتب الأمم المتحدة في نيروبي،

إليزابيث مريما، نائبة مدير برنامج الأمم المتحدة للبيئة

الوزراء والمندوبون والضيوف الكرام والأصدقاء.

مرحبا بكم في الدورة السادسة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة، المنعقدة هنا في نيروبي، عاصمة البيئة في العالم، كما نحب أن نقول. وأتوجه بالشكر، كما هو الحال دائما، إلى حكومة كينيا على عقود من الالتزام تجاه برنامج الأمم المتحدة للبيئة والإدارة البيئية الدولية. وأتوجه بالشكر أيضا لك، معالي الوزيرة بنعلي، على قيادتك الممتازة خلال العامين الماضيين.

ويعلم المشاركون في هذه الجمعية جيدا أننا نعيش أزمة كوكبية ثلاثية متفاقمة: تتمثل في أزمة تغير المناخ، وأزمة فقدان الطبيعة والأراضي، وأزمة التلوث والنفايات. وتلقي هذه الأزمة بظلالها على كل شخص يعيش على هذا الكوكب، بغض النظر عن الجنسية أو اللون أو العقيدة أو الجنس.

لقد أظهر هذا المنتدى، الذي نؤمن بأنه هيئة صنع القرار الأكثر تأثيرا في العالم بشأن البيئة، باستمرار الوحدة التي نحتاجها للتغلب على هذه الأزمة. وسنحتاج إلى هذه الوحدة لحماية الأرض التي نعيش عليها. وهذا العام، أصبحت الجمعية أقوى وأكثر اتحادا من أي وقت مضى. وكثيرا ما أقول في هذه الاجتماعات إن العالم يراقب ما تتخذه هذه الجمعية من إجراءات. وفي الواقع، هذا العام، العالم لا يكتفي بالمراقبة فحسب. إن جميع بلدان العالم تحضر هنا اليوم. لدينا عدد قياسي من المندوبين، وعدد قياسي من البلدان الممثلة، وعدد قياسي من الوزراء. وأتوجه بالشطر لكم جميعا على حضوركم الدورة السادسة للجمعية.

ولدينا أصوات من جيل الشباب الذي يود أن نستمع إليه ــ الذي أصدر في جمعية الشباب للبيئة إعلانا يطالب بالمساواة بين الأجيال والدعم القوي لتعددية الأطراف في مجال البيئة. لدينا أصوات من المجتمع المدني والسكان الأصليين والنساء والاعمال التجارية وغيرهم الكثير الذين يسهمون بأفكارهم من خلال منتدى المجموعات الرئيسية وأصحاب المصلحة. ولدينا الاتفاقيات البيئية المتعددة الأطراف هنا في نيروبي لإعادة تصور كيفية العمل معا لتحقيق تأثير أكبر وتسريع وتيرة العمل.

لذا، بينما تقومون أنتم الدول الأعضاء، بإجراء مفاوضات فيما بينكم، فإنني أطلب منكم أن تواجهوا الأزمات والتحديات البيئية بشكل مباشر وأن تتصدوا لها. إنني أتحدث عن التحديات الجديدة. والتي تتطلب مواجهة عاجلة. ولا تزال هذه التحديات تلوح في الأفق، وفي المحيطات، ولكنها ستظهر عما قريب على شواطئنا البيئية إذا لم نتحرك حيالها. وهذه هي الحركة البيئية المؤثرة والذكية والهادفة التي نسعى إليها.

أصحاب السعادة، الزملاء والأصدقاء،

من خلال العمل الدؤوب الذي قامت به لجنة الممثلين الدائمين المفتوحة العضوية، تم طرح 19 قرارا ومقررين للمناقشة. ولم يكن هذا ممكنا لولا تفاني رئيس اللجنة ومكتبها والميسرين المشاركين لمجموعات القرارات التي تمت مناقشتها خلال اللجنة المفتوحة العضوية في الأسبوع الماضي. أعرب عن خالص الشكر للجميع.

ويعرض أمامكم الآن القرارات التي يمكن أن تسرع الانتقال إلى الوصول إلى مستوى انبعاثات صفري صاف. وتحسين نوعية الهواء الذي نتنفسه والماء الذي نشربه. والإعداد لإدارة المحيطات والبحار لمواجهة التهديدات المقبلة. وبناء قدرة الناس على الصمود في مواجهة الجفاف. ودعم الجهود الدولية لإصلاح الأراضي المتدهورة.

وهناك قرارات من شأنها أن تعزز الإجراءات المتعددة الأطراف لمعالجة الظلم المناخي. وقد أطلق العنان لمحادثات عالمية حول التقنيات الناشئة التي ستزود الدول بالعلم والحكمة لاتخاذ الخيارات الصحيحة لصالح الناس والكوكب. وساعدت في نشر ثقافة (استخراج- وتصنيع- وهدر) الموارد التي تمثل القلب الملتوي لأزمة الكوكب الثلاثية - كما تم تسليط الضوء عليه في تقرير توقعات الموارد العالمية لعام 2024 الصادر عن الفريق الدولي المعني بالموارد، والذي سيتم إطلاقه هذا الأسبوع.

لقد كرستم الكثير من وقتكم خلال في الأسبوع الماضي لإجراء مفاوضات. لقد أتيتم قبل انعقاد الاجتماعات. لقد عملتم لساعات متأخرة. لقد عملتم بكل جهد. ولهذا فإنني أشعر بالامتنان العميق للجميع. ولكن حان الوقت الآن لوضع الخلافات السياسية جانبا. حان الوقت للتركيز على حماية هذا الكوكب الأزرق الصغير الذي يعج بالحياة. حان الوقت للتركيز على هدفنا المشترك: الطريق نحو مستقبل مستدام وآمن، يمكننا من خلاله اتخاذ قرارات سليمة وآمنة. ويمكننا أن نفعل ذلك من خلال الاتفاق على القرارات المعروضة عليكم لتعزيز العمل المتعدد الأطراف اليوم وغداً، وتأمين العدالة والإنصاف بين الأجيال.

الأصدقاء الأعزاء،

لقد نجحت الروح التي يتحلى بها الجميع في نيروبي، مراراً وتكراراً، في تحقيق تعددية الأطراف في مجال البيئة. وقبل عامين، أصدرت هذه الجمعية قراراً تاريخياً بإطلاق المفاوضات من أجل التوصل إلى وضع صك عالمي بشأن التلوث بالمواد البلاستيكية، وهي العملية التي ينبغي اختتامها هذا العام. لقد قدمتم للعالم جرعة أمل كان في أمس الحاجة إليها. ولقد أظهرتم للعالم أن تعددية الأطراف العالمية في مجال البيئة ما زالت متاحة. إنها طريقة ناجعة. وهي متواجدة لتبقى.

لذا، أطلب منكم اليوم أن تتحدوا مرة أخرى وأن تتوصلوا إلى قرارات قوية. أن نتوصل إلى قرارات يمكن أن يكون لها تأثير حقيقي. وهذا يلبي احتياجات العديد من الأشخاص الذين يعانون بالفعل تحت وطأة ازمة الكوكب الثلاثية. وهذا يدعم الأسس البيئية التي سيرتكز عليها مستقبل يتسم بالسلم والعدل والاستدامة.

أشكركم جميعا.