فخامة السيد يوناس جار ستور، رئيس وزراء مملكة النرويج،
فخامة الدكتور ويليام ساموي روتو، رئيس كينيا،
فخامة السيد تشو تاي يول، وزير خارجية جمهورية كوريا.
أود أن أعرب عن شكري لجمهورية كينيا، الدولة المضيفة السخية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة منذ فترة طويلة، على تنظيم هذا الحدث وعلى التزام كينيا بإنهاء التلوث بالمواد البلاستيكية على المستوى المحلي والعالمي. ونيابة عن الأمين العام للأمم المتحدة، الذي يشرفني أن أتحدث باسمه اليوم، أقدر الدور القيادي الذي يقوم به الرئيس روتو. وأود أن أشيد برئيس الوزراء ستور، الذي قادت دولته أيضا قضية التلوث بالمواد البلاستيكية.
إن هذه الدول تضطلع بدور رائد لأن كوكبنا، الذي كان ينعم بالنقاء سابقا، أصبح مليئاً بالتلوث بالمواد البلاستيكية. هذا التلوث يملأ شوارعنا وويشوه مناظرنا الطبيعية. وينتشر في أنهارنا وبحيراتنا. ويتسبب في انسداد محيطاتنا وحتى شرايين دمائنا.
لا يوجد شخص عاقل يختار تناول المواد البلاستيكية. ولكن التلوث بالمواد البلاستيكية منتشر في كل مكان لدرجة أن كميات مقلقة من الجسيمات البلاستيكة الدقيقة ينتهي بها المطاف في أجسامنا من خلال الأغذية والماء وحتى التغليف. وتتسع مسارات التعرض للمواد البلاستيكية. تنتج البشرية الآن حوالي 500 مليون طن متري من المواد البلاستيكية سنوياً. ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم ثلاث مرات بحلول عام 2060.
ولكن تتاح أمامنا فرصة تاريخية لتصحيح هذا المسار. ففي جمعية الأمم المتحدة للبيئة لعام 2022، ألهمت الروح التي تحلت بها الأطراف المجتمعة في نيروبي الدول لتبني قرار لإنهاء التلوث بالمواد البلاستيكية. ولم يكن هذا ممكنا لولا الدور القيادي الذي اضطلعت به كينيا ورواندا والنرويج ودول أخرى حاضرة هنا معنا. وأعرب عن امتناني لجمهورية كوريا لاستضافتها الجولة النهائية من المفاوضات بشأن وضع صك ملزم قانونا لإنهاء التلوث بالمواد البلاستيكية، أو الاجتماع الخامس للجنة التفاوض الحكومية الدولية، في بوسان في نوفمبر/تشرين الثاني من هذا العام.
ولا يتعلق هذا الصك بحظر استخدام المواد البلاستيكية الأساسية فحسب، فالمواد البلاستيكية مفيدة بشكل لا يصدق. ونحن بحاجة إلى استخدامها في النقل النظيف، والتحول في مجال الطاقة، والبناء، والرعاية الصحية، وأكثر من ذلك. ولكننا بحاجة إلى أن نكون أكثر حرصا بشأن كيف وأين ومتى نستخدم هذه المادة المتينة والمرنة. ويجب أن نتعامل مع المواد البلاستيكية التي تُستخدم لمرة واحدة والقصيرة العمر، والتي ينتهي بها المطاف إلى تلويث البيئة. ومن خلال نهج دورة الحياة، نحتاج إلى ضمان بقاء المواد البلاستيكية التي نستخدمها في الاقتصاد، وليس البيئة.
نحن نعلم ما يجب أن يغطيه هذا الصك. معايير المنتجات البلاستيكية، بما في ذلك المنتجات التي تُستخدم لمرة واحدة والقصيرة العمر غير الضرورية التي تم تحديدها. والتصميم والأداء من أجل النهج الدائري. وإدارة العمر الافتراضي للمنتجات البلاستيكية، بما في ذلك المواد البلاستيكية القديمة.
ويجب أن يغطي الصك أيضا إدارة النفايات. ومسؤولية المنتِج الممتدة. والنهج القطاعية للتنفيذ، حيث يجب أن نتعامل مع التعبئة والتغليف بشكل مختلف عن التعامل مع، على سبيل المثال، المنسوجات. ويجب أن يغطي الصك المواد الكيميائية المثيرة للقلق المستخدمة في المنتجات. ويجب أن يحفز انتقالًا عادلاً للطاقة للجميع، بما في ذلك 20 مليون من جامعي النفايات في جميع أنحاء العالم.
ويجب أن تُدعم كل هذه الإجراءات بآليات مالية مبتكرة، وإعداد تقارير وإجراء تقييمات بصورة إلزامية، وإنشاء برامج عمل مخصصة.
أصحاب السعادة،
من الأهمية بمكان أن تتمتع المعاهدة ببداية قوية، حتى نتمكن من بنائها بشكل أكبر في المستقبل حيث أصبح العلم أكثر وضوحا. ومن الأهمية بمكان أن نضمن لغة قوية وواسعة النطاق حول جعل مسؤولية المنتج الممتدة متطلبا وطنيا. ومن الأهمية بمكان أن يكون لدينا إدارة قوية للنفايات. ومن الأهمية بمكان أن نفهم أنه من خلال وقف استخدام المواد البلاستيكية التي تُستخدم لمرة واحدة والقصيرة العمر، سنجبر على خفض إنتاج البوليمرات الخام لتلك المنتجات.
لقد مكنت المفاوضات من التوصل إلى درجة من التقارب في العديد من المجالات. والآن سوف نحتاج إلى الالتزام المستمر والمشاركة من جانب جميع أصحاب المصلحة والدعم السياسي القوي للتوصل إلى اتفاق يمثل نقطة انطلاق طموحة. وإنني آمل أن يرسل حدث اليوم برسالة قوية إلى الدول الأعضاء للسعي إلى تحقيق توافق في الآراء والموافقة على إبرام اتفاق بحلول نهاية عام 2024، حسبما دعا قرار جمعية الأمم المتحدة للبيئة.
لذلك، فإن الأمر متروك لكم أيها الدول الأعضاء. فلا تقوموا برمي العلب -أو الزجاجات البلاستيكية - على الطرق. أعطوا شعوب العالم ما يطلبونه: وضع حد للتلوث بالمواد البلاستيكية. قوموا بذلك من خلال التوصل إلى وضع صك يعالج دورة حياة المواد البلاستيكية. صك يكون طموحا وموثوقا ومنصفا، ويستجيب لاحتياجات الناس والمجتمعات، ويحمي الناس والكوكب من التعرض للتلوث بالمواد البلاستيكية.