أظهرت أدلة جديدة أن هاجس البشر بكافة الأشياء البلاستيكية يسمم أحد عجائب الدنيا الطبيعية، وهي: الشعاب المرجانية.
وتعيش الشعاب المرجانية التي تعد أكثر من مجرد شيء من الجمال، وتتنفس على النظم الإيكولوجية، التي تعج بالحياة. وعلى الرغم من أنها تشغل أقل من 0.1 في المائة من سطح المحيطات في العالم، إلا إنها توفر مأوى أساسيا لنسبة 25 في المائة من جميع الحياة البحرية؛ فهي أيضا ضرورية لحماية المجتمعات الساحلية، بوصفها حواجز طبيعية من الأعاصير والبحار المرتفعة؛ ويعتمد نحو 275 مليون شخص عليها مباشرة في الحصول على الغذاء وسبل عيشهم.
ومع ذلك تتعرض الشعاب المرجانية لبعض التهديدات التي تحاصرها من عدة جبهات. ففي السنوات الثلاثين الماضية، فقدنا ما يصل إلى 50 في المائة من الشعاب المرجانية في العالم من جراء آثار ارتفاع درجة حرارة البحر بسبب تغير المناخ، والصيد الجائر، ومجموعة من الأنشطة البرية. ومع ذلك، كشفت دراسة جديدة رئيسية أن الشعاب المرجانية تُحاصر من قبل من البلاستيك..
وفي كل عام، يقدر أن أكثر من 8 ملايين طن من البلاستيك تنتهي في المحيطات - أي ما يعادل تفريغ شاحنة من القمامة البلاستيكية في المحيط كل دقيقة. ونحن ننتج اليوم البلاستيك بنسبة تبلغ 20 مرة أكثر من إنتاجنا للبلاستيك في 1960. إذا واصلنا معدل استخدام البلاستيك الحالي، فإننا سوف ننتج 33 مليار طن أخرى من البلاستيك بحلول عام 2050؛ الذي ينتهي المطاف بجزء كبير منه في المحيطات، حيث سيبقى في الماء لعدة قرون.
وفي دراسة استقصائية شملت 159 منطقة من الشعاب المرجانية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، التي نشرت في مجلة ساينس هذا العام، يقدر الباحثون أن هناك 11.1 مليار قطعة من المواد البلاستيكية متشابكة في الشعاب المرجانية. ومن المتوقع أن يزداد هذا الرقم بنسبة 40 في المائة أخرى في السنوات السبع المقبلة فقط.
ومن بين 000 124 من المرجانات البانية للشعاب التي تم تقييمها، كان 89 في المائة من تلك الشعاب به مواد بلاستيكية متشابكة مما أدى إلى إتلاف هذه الشعاب المرجانية التي تواجه خطر الإتلاف مقارنة بنسبة 4 في المائة فقط في الشعاب المرجانية التي تعد خالية من أي مواد بلاستيكية متشابكة. ويجرف الحطام البلاستيكي الشعاب المرجانية من الأكسجين الحيوي والضوء، ويطلق السموم التي تمكن البكتيريا والفيروسات من غزو هذه الشعاب.
في دراسة أخرى نشرت في مجلة نشرة التلوث البحري (مارين بولوشن بوليتين) في أكتوبر 2017، سجل العلماء تطورا مقلقا فيما يتعلق بتناول البلاستيك من قبل الأحياء البحرية. وهناك عدد لا يحصى من الأدلة على تناول الأحياء البرية لحطام البلاستيك، وخاصة المواد البلاستيكية المتناهية الصغر، باعتبارها مواد غذائية بالخطأ.
وبعبارة أخرى، هناك شيء خطير يتعلق بالمركبات الكيميائية الموجودة في المواد البلاستيكية، وهو تطور حذر منه الباحثون والذي يحتاج إلى فهم أفضل لمنع المزيد من التلوث والإصابة بالأمراض.
وقد أعلنت المبادرة الدولية للشعاب المرجانية عام 2018 السنة الدولية للشعاب المرجانية. وتعمل الأمم المتحدة للبيئة جنبا إلى جنب مع المنظمات الشريكة على زيادة الوعي بقيمة وأهمية الشعاب المرجانية والتهديدات التي تواجه استدامتها، وتحفيز الناس على اتخاذ إجراءات لحمايتها.
#التغلب_على_التلوث_البلاستيكي هو موضوع يوم البيئة العالمي 2018. انضم إلى الحركة للانفصال عن البلاستيك الذي يستخدم مرة واحدة.