Credit: UNEP/Duncan Moore
09 Jan 2025 Story Climate Action

مع بدء الجفاف، المزارعون في سانت كيتس ونيفيس يلجؤون إلى التكنولوجيا للمساعدة

Credit: UNEP/Duncan Moore

يرى ميشاك ألفورد، وهو مزارع من بلدة سانت بولز في جزيرة سانت كيتس في البحر الكاريبي، أن حقائق تغير المناخ حقيقية للغاية.

’’قد زرعت المحاصيل ولم يكن هناك ماء لمدة أسابيع، بل ولأشهر‘‘، كما يقول. ’’حتى عندما تضع يدك على عمق 18 بوصة (45 سم) في التربة، فإنها لا تزال جافة.‘‘

سانت كيتس ونيفيس - الدولة المكونة من جزيرتين - أصبحت معرضة بشكل متزايد لتأثيرات تغير المناخ، بما في ذلك الجفاف. ويعد هطول الأمطار المصدر الوحيد لمياه الشرب في البلاد، وقد أدى انخفاض هطول الأمطار إلى معاناة 80 بالمائة من سكان سانت كيتس من انقطاعات منتظمة للمياه.

وتقول شيريل جيفيرز، كبيرة المسؤولين الفنيين في وحدة العمل المناخي في سانت كيتس ونيفيس: ’’ما كان يُعتبر موسمًا ممطرًا لم يعد موسمًا ممطرًا‘‘. ’’لذا، فإنه يخلق بعض الشعور بالارتباك، وخاصة تجاه قطاع الزراعة، في تحديد ما يجب زراعته ومتى يتم زراعته.

A man on his cell phone in an open field.
كان المزارع ميشاك ألفورد من بين الذين رحبوا بالنظام الذي يساعد في التنبؤ بالجفاف في سانت كيتس ونيفيس. مصدر الصورة: برنامج الأمم المتحدة للبيئة/دنكان مور

ولمساعدة المزارعين على مواجهة الجفاف، قام مركز وشبكة تكنولوجيا المناخ التابع للأمم المتحدة - مع شركة التكنولوجيا HR Wallingford ووزارة البيئة في سانت كيتس ونيفيس - بتطوير نظام يمكنه التنبؤ بالجفاف والتنبؤ بتوفر المياه الجوفية.

ويقوم النظام بتحليل البيانات التي تم جمعها من الأقمار الصناعية ومحطات الرصد عن بعد في جميع أنحاء البلاد، مما يؤدي إلى توافر خريطة لمخاطر الجفاف. وتقوم وكالة الأرصاد الجوية في الجزيرة، وهي مكتب الأرصاد الجوية في سانت كيتس ونيفيس، بإرسال التوقعات إلى مجموعات المزارعين عبر تطبيق واتساب. ويقوم بعد ذلك ما يسمى بمسؤولي الإرشاد بزيارة المزارعين وإسداء المشورة لهم بشأن موعد الزراعة المناسب.

A person sitting at a bank of computers.
تقوم هيئة الأرصاد الجوية في سانت كيتس بجمع البيانات المناخية ثم تنقل توقعات الجفاف إلى مجموعات المزارعين عبر تطبيق الرسائل على الهاتف المحمول. مصدر الصورة: برنامج الأمم المتحدة للبيئة/دنكان مور

ويقول أريستا نينغروم، مدير مركز وشبكة تكنولوجيا المناخ في سانت كيتس ونيفيس، إن الجفاف ظاهرة جديدة نسبيا في سانت كيتس ونيفيس، حيث حدث أول مرة في عام 2015. ويعد نقص المياه أحد أعراض التغير السريع في المناخ في منطقة البحر الكاريبي، حيث يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى تغيير أنماط هطول الأمطار. وحذر تقرير فجوة التكيف لعام 2024 الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة من أن الدول الجزرية، مثل سانت كيتس ونيفيس، معرضة بشكل خاص لهذا الاضطراب المناخي، والذي يقول الخبراء إنه قد يؤدي أيضًا إلى ارتفاع مستويات سطح البحر.

ويقول نينغروم: ’’إن الاستفادة من تكنولوجيات المناخ ــ مثل الأنظمة المتقدمة للتنبؤ بالطقس ــ أمر ضروري لحماية الأرواح وحماية المحاصيل في مواجهة الكوارث الطبيعية‘‘.

 

وتشير تقديرات تقرير فجوة التكيف إلى أن مجموعة من 39 دولة من الدول الجزرية الصغيرة النامية ــ بما في ذلك سانت كيتس ونيفيس ــ سوف تحتاج إلى أكثر من خمسة مليارات دولار أميركي سنويا للتكيف مع تغير المناخ. ولكن أشار التقرير إلى أن هذه الدول لا تستطيع الحصول إلا إلى جزء بسيط من هذا التمويل.

يزرع المزارع ألفورد، المقيم في سانت بول، مجموعة متنوعة من المحاصيل في مزرعته التي تبلغ مساحتها 11 هكتارًا، لكن الوصول إلى المياه كان يشكل مشكلة له منذ فترة طويلة. ويقول إن نظام التنبؤ سيسمح للمزارعين بمعرفة الطقس العاصف بصورة استباقية وسيساعد في تعزيز المحاصيل.

وتم إطلاق نظام التنبؤ، وهو نتاج مشروع استغرق 21 شهرًا، في كانون الأول/ديسمبر 2021، وغطى كل من سانت كيتس ونيفيس.

وتقول جينا تساروتشي، المهندسة الرئيسية في شركة إتش آر والينجفورد: ’’يتمتع هذا النظام بإمكانية التوسع في مناطق أخرى معرضة للخطر تواجه تحديات مناخية مماثلة، مما يضمن الأمن الغذائي والاستدامة في مواجهة تغير المناخ‘‘.

A woman examining outdoor equipment.
تساعد محطات الرصد المنتشرة في مختلف أنحاء سانت كيتس ونيفيس خبراء الأرصاد الجوية على التنبؤ بالجفاف. مصدر الصورة: برنامج الأمم المتحدة للبيئة/دنكان مور

 

ومن المتوقع أن يواجه المزارعين في سانت كيتس ونيفيس خلال السنوات القادمة منافسة متزايدة على المياه من قطاعي الإسكان والسياحة.

ويقول جيفيرز: ’’باعتبارنا دولة جزرية صغيرة نامية معرضة للخطر للغاية، فإننا بحاجة إلى الاستخدام الفعال لجميع الموارد التي لدينا‘‘. ولكي نتمكن من تحقيق ذلك، فإن الخطوة الأولى هي الوصول إلى بيانات موثوقة يمكنها أن تساعد في اتخاذ القرار.

الحل القطاعي لأزمة المناخ

يتصدر برنامج الأمم المتحدة للبيئة دعم هدف اتفاق باريس المتمثل في الإبقاء ارتفاع درجة الحرارة العالمية أقل بكثير من درجتين مئويتين، والهدف هو 1.5 درجة مئوية، مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية. ولتحقيق هذه الغاية، وضع برنامج الأمم المتحدة للبيئة الحل القطاعي، وهو عبارة عن خارطة طريق لتقليص الانبعاثات عبر القطاعات بما يتماشى مع التزامات اتفاق باريس وسعيا إلى تحقيق الاستقرار المناخي. وحُددت القطاعات الستة كما يلي: الطاقة؛ والصناعة؛ والزراعة والغذاء؛ والغابات واستخدام الأراضي؛ والنقل؛ والمباني والمدن.

مركز وشبكة تكنولوجيا المناخ

مركز وشبكة تكنولوجيا المناخ هو الذراع التنفيذي لآلية التكنولوجيا التابعة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ ويستضيف أمانته برنامج الأمم المتحدة للبيئة. ويعمل البرنامج على تعزيز النقل السريع للتكنولوجيات السليمة بيئياً لتحقيق التنمية الخفيضة الكربون والقادرة على التكيف مع المناخ بناء على طلب البلدان النامية..