04 Jul 2018 Story Nature Action

عُمان: واقع طبيعي من عالم الخيال

تُعد سلطنة عُمان واحدة من أكثر البلدان الغنية بالتنوع البيولوجي في منطقة غرب آسيا، حيث تضم سلاسل جبال ووديان وسهول وصحراء وتلال صخرية ومناطق ساحلية. وتتمتع عمان بموقع جغرافي يجعلها موطنا مثالياً لأنواع من النباتات والحيوانات الفريدة.

https://www.youtube.com/watch?v=b_uang8Ku50

ويوجد في سلطنة عُمان 99 نوعاً من الثدييات الأرضية منها أنواع مهددة بالانقراض مثل، الطهر العربي (المعروف محليا باسم الوعل)، والمها العربي، والنمر العربي، بالإضافة إلى عدد من الأنواع المهددة بالخطر مثل الغزال العربي، والأرانب العربية والثعلب الأحمر، وغرير العسل التي تعيش في سلطنة عُمان. كما توجد بعض القوارض والذئاب والزواحف مثل السحلية ذات الرأس الأزرق والأفاعي المائية، والضفادع العربية، والخفافيش التي تعيش في الكهوف.

يبدأ فصل الخريف في شهر مايو لتبدأ ظاهرة لا يُمكن مشاهدتها إلا في هذا الجزء من العالم أي الساحل الجنوبي للسلطنة؛ حيث تندفع مياه البحر الباردة الغنية بالغذاء إلى حواف الصخور موفرة الجو الملائم لتكاثر كميات كبيرة من الأحياء البحرية. ونتيجة لذلك تعد عُمان موطناً لـ 20 نوعاً من الحيتان (الحيتان والدلافين) بما في ذلك الحوت الأحدب الذي يعيش في بحر العرب، الذي على عكس بقية مجموعات الحيتان الحدباء حول العالم مدرجة ضمن الأنواع المهددة بالانقراض.

ومن المناطق الفريدة في العالم والتي توجد في السلطنة "رأس الحد" و" رأس الجنز" و "جزيرة مصيرة" والتي تتكاثر فيها السلاحف الخضراء، والسلحفاة الضخمة الرأس، والسلحفاة اللجأة الصقرية المنقار. وتعد المياه العمانية أرضا خصبة للتكاثر ومصدر غذاء  لنحو خمس سلاحف من كل سبع سلاحف في العالم.   

علاوة على ذلك تتميز جزيرة "بر الحكمان" بالشُعب المرجانية، وتمتد على مساحة لا تقل عن 30 كيلومترا مربعا، فهي منطقة جاذبة لوضع البيض والتكاثر للحياة البحرية المتنوعة وعلى طول الشاطئ هناك أعداد كبيرة من الطيور البحرية المهاجرة تقدر بأكثر من مليون طائر سنوياً. كما تشتهر سلطنة عُمان بكونها إحدى الدول القليلة التي تتفرد ببحيرات وردية اللون في ولاية الجارز ويرجع سر هذا اللون إلى الطحالب: وهي عجائب طبيعية أخرى من العجائب الطبيعية في عمان.

image
الصورة من قِبل: أنس محمد الديب با عمر

بدءاً من الساحل وصولاً إلى الصحراء: الدعوة إلى السياحة المستدامة

تتنوع طبيعة الصحراء في سلطنة عُمان، ابتداء من الكثبان الرملية الذهبية المتموجة مثل رمال الشرقية مروراً بصحراء جدة الحراسيس الحصوية في وسط عُمان إلى منطقة الربع الخالي (الربع الخالي) في أقصى الجنوب.  وهذه المناطق تعد موطناً لبعض الحيوانات المفترسة مثل الوشق، والثعالب الرملية، والقطط الرملية البرية، وغزلان الريم التي تعد أكبر أنواع الغزلان.

وتعتبر صلالة وهي عاصمة محافظة ظُفار من أشهر الموائل السياحية في الجزيرة العربية لامتداد الخضرة فيها على مساحات واسعة، وتحوي أنواع عديدة من الفواكه الاستوائية مثل الموز وجوز الهند وقصب السكر. وخلف سهول ولاية صلالة تكتسي سفوح جبل القرا بأشجار اللّبان، لتعطي عُمان شهرة واسعة في إنتاج أفضل أنواع اللّبان في العالم منذ آلاف السنين.

جدير بالذكر أن سلطنة عمان تجذب ملايين السياح كل عام. وتشارك الحكومة مشاركة كاملة في زيادة الوعي حول عجائبها الطبيعية العديدة وضمان حماية التنوع البيولوجي الغني. وقال محمد التوبى وكيل وزارة السياحة السابق بعمان "يجب أن نسعى لضمان أن الناس الذين يزورون بلادنا يدركون أهمية البيئة ويحافظون على تنوعها الطبيعي."

Image
الصورة من قِبل: أنس محمد الديب با عمر

إن حماية الحياة البرية وموائلها الطبيعية والحفاظ على التنوع البيولوجي في السلطنة أمر مهم للغاية. إنها إحدى الأولويات التي أدرجتها الحكومة في خطتها الخمسية للتنمية حيث أن تآكل الموارد الطبيعية واستنزافها سيؤدي إلى خسائر كبيرة وسيعرض التنوع الموجود في سلطنة عمان للخطر.

ويؤمن السكان المحليون أنه يجب الحفاظ على جمال الطبيعة لأنه مصدر دخل للبلاد ويتيح للسياح فرصة لاكتشاف الطبيعة الساحرة الفريدة والاستمتاع بها.

التنوع النباتي الفريد

لدى سلطنة عمان تنوع غني بالزهور. فمنطقة وسط وجنوب عمان من ضمن أهم 35 منطقة من مناطق العالم المشهورة بالتنوع النباتي. ففي الشمال، تتشابه نباتاتها مع إيران، في حين تتشابه المناظر الطبيعية الواقعة في منطقة شرق جبال الحجر، مع أفريقيا. وتضم السلطنة حوالي 1212 نوعًا من النباتات، 87٪ منها أنواع متوطنة أو شبه متوطنة.

واستطاعت حديقة النباتات والأشجار العمانية على مدى الأعوام الماضية العشرة أن تنشئ أكبر قاعدة بيانات موثقة في شبه الجزيرة العربية. حيث تضم 1407 أنواع تم توثيقها من قبلهم وتم إنبات الكثير منها. ومع ذلك، بعد دراسة قام بها علماء من جامعة إدنبره، وجدوا أن هناك 77 نوعاً موجوداً في السلطنة لا توجد في أي مكان آخر في العالم.

image
الصورة من قِبل: أنس محمد الديب با عمر

حماية التراث الطبيعي

وتعتبر السلطنة أول دولة عربية تنشئ وزارة للبيئة على مستوى الدول العربية مما أدى إلى وضع قانون شامل لحماية البيئة.

كما أن سلطة عمان هي أول دولة تخصص جائزة في مجال البيئة وهي جائزة السلطان قابوس لصون البيئة.

وفي عام 2017، صنّفت الصحيفة الفرنسية لوموند السلطنة كأفضل وجهة سياحية، وصنفها المنتدى الاقتصادي العالمي في المرتبة الرابعة كأفضل الوجهات السياحية في العالم.

التعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة

تعمل الأمم المتحدة للبيئة بشكل وثيق مع وزارة البيئة والشؤون المناخية لتعزيز الصلة بين البيئة والتحديات الاجتماعية والاقتصادية كنهج متكامل للتنمية المستدامة.

وتسعى الأمم المتحدة للبيئة إلى تعزيز الشراكات الاستراتيجية مع السلطات المحلية والمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص وأصحاب المصلحة الآخرين من أجل:

  • الحفاظ على التنوع البيولوجي الفريد لسلطنة عمان
  • إدارة الموارد الطبيعية
  • ربط الأبعاد البيئية والاجتماعية والاقتصادية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.