أفروز شاه، محام هندي شاب من مومباي، قام بأكبر حملة لتنظيف الشواطئ في العالم.
في أكتوبر 2015، كان شاه وجاره هاربانش ماثور، البالغ من العمر 84 عامًا والذي وافته المنية منذ ذلك الحين، محبطين من أكوام النفايات المتحللة التي جرفت شاطئ مدينة فيرسوفا بالكامل. عازمًا على القيام بشيء حيال ذلك، بدأ الاثنان بتنظيف الشاطئ.
منذ نهاية كل أسبوع ، ألهم شاه المتطوعين للانضمام إليه – بدءا من سكان الأحياء الفقيرة وصولا إلى نجوم بوليوود، ومن تلاميذ المدارس إلى السياسيين. لقد ظهروا في فيرسوفا بسبب ما يطلق عليه شاه "موعد مع المحيط" ، لكن ما يعني في الواقع العمل المتلألئ في تعفن القمامة تحت أشعة الشمس الهندية الحارقة.
جمع المتطوعون حتى الآن أكثر من 4000 طن من النفايات من الشاطئ الذي يبلغ طوله 2.5 كيلومتر.
ويعتزم شاه، الذي حشد السكان والصيادين عن طريق طرق الأبواب وشرح الأضرار الناجمة عن الفضلات البحرية، توسيع نطاق نشاط مجموعته لمنع القمامة من غسل الخور المحلي وعلى الشاطئ. إنه يريد أيضًا تنظيف غابات المنغروف التي يختنقها السواحل في الساحل، والتي تعمل كدفاع طبيعي ضد العواصف، وإلهام مجموعات مماثلة في جميع أنحاء الهند وخارجها لإطلاق حركات التنظيف الخاصة بها.
ويفتخر شاه بجدارة بإنجازات سكان فيرسوفا. لم تكتف الحركة بتوجيه انتباه صانعي القرار إلى حد كبير فحسب، بل بدأت أيضًا في استعادة الشاطئ، مع ظهور كميات متناقصة من القمامة الجديدة كل شهر.
ويتعهد بمواصلة حملته لتنظيف الشواطئ حتى يغير الناس وحكوماتهم في جميع أنحاء العالم نهجهم في إنتاج واستخدام وتجاهل المنتجات البلاستيكية وغيرها من المنتجات التي تغسل على الشواطئ في جميع أنحاء العالم.

حازت ميشيل باشيليت، رئيسة جمهورية تشيلي، على جائزة قيادة السياسة لقيادتها المتميزة في إنشاء مناطق بحرية محمية وتعزيز الطاقة المتجددة.
"لقد أظهرت شيلي للعالم أنك لست بحاجة إلى أن تكون دولة غنية للحفاظ على البيئة." "يشرفني أن أكون ضمن هذه المجموعة المتميزة من الناس وأنا ممتن لكوني أحد أبطال الأرض لهذا العام، وهو أعلى تقدير بيئي للأمم المتحدة".
في أكتوبر 2015، أنشأ الرئيس باتشيلت 3 مناطق بحرية محمية في شيلي للحفاظ على التنوع البيولوجي. وتشمل هذه الحديقة البحرية في جزر سان أمبروسيو وسان فيليكس، ومجموعة من المناطق المحمية والمتنزهات البحرية في جزر خوان فرنانديس وتوسيع المناطق المحمية في جزيرة إيستر أيلاند
ويبلغ إجمالي التغطية الآن أكثر من مليون كيلومتر مربع ، مما يجعلها الأكبر في العالم. تتماشى هذه المبادرة مع مهمة الأمم المتحدة لحماية 10 في المائة على الأقل من المحيطات بحلول عام 2020.
وبغض النظر عن حماية البيئة البحرية ، ساعدت سياساتها في تسهيل الانتقال على مستوى الدولة إلى الطاقة النظيفة. ففي السنوات الأربع التي سبقت عام 2017، ارتفع إنتاج الطاقة المتجددة من 6 إلى 17 في المائة من مزيج الطاقة في تشيلي.
زفي يونيو 2017، تم التخطيط لمتنزهين بحريين جديدين ومجموعة تقييم دائمة حول تغير المناخ.

فاز جيف أورلوفسكي بجائزة أبطال الأرض في فئة الإلهاموالعمل لعمله على نشر رسائل بيئية قوية على جمهور عالمي. أورلوفسكي هو مؤسس إكسبوشر لابس، الذي يستخدم قوة سرد القصص لإحداث تأثير. في عام 2012 ، أخرج الفيلم الوثائقي تشيس آيس الذي يركز على المناخ، والذي تم عرضه في أكثر من 172 دولة و 70 جامعة وأكثر من 75 مهرجانًا للسينما والبيت الأبيض والأمم المتحدة.
يبحث فيلمه الأخير تشيسنغ كورال، في تأثيرات احترار المحيطات وتبيض المرجان على هذه النظم الإيكولوجية الهشة. والفيلم الوثائقي الحائز على جوائز هو نتيجة لتصوير أكثر من 500 ساعة تحت الماء، والتطبيق الإبداعي للتكنولوجيا المتطورة، وتقديم لقطات من متطوعين من 30 دولة، ودعم من أكثر من 500 شخص من جميع أنحاء العالم. وفاز بجائزة صندانس الولايات المتحدة للأفلام الوثائقية.
إن حملة تشيسنغ كورال الأثرية تقودها مهمة مركزية لإلهام موجة جديدة من أبطال المناخ في أماكن غير متوقعة، وتدعو الناس إلى ترتيب عروض الأفلام واتخاذ إجراءات لحماية الشعاب المرجانية التي تموت في جميع أنحاء العالم.
وقال أورلوفسكي: "إن انهيار الشعاب المرجانية هو تحذير مبكر، لكنه عاجل، للتهديد الذي يشكله على كل الأنظمة البيئية". "آمل أن تساعد هذه الجائزة في الكشف عن هذه القصة المراوغة المخبأة في محيطنا للعالم".
لمعرفة المزيد، يمكن تشغيل كلا الفيلمين على موقع نيتفليكس www.ChasingCoral.com
.

فازت جمعية تشانبا للتحريج بجائزة أبطال الأرض في فئة الإلهام والعمل لتحويل الأراضي المتدهورة إلى جنة مورقة.
سيهانبا، التي تغطي مساحتها 92000 هكتار وتحد الحافة الجنوبية لمنطقة منغوليا الداخلية ذاتية الحكم ، أصبحت بحلول الخمسينيات من القرن العشرين جرداء بسبب قطع الأشجار الزائد، مما سمح بالرمال بأن تهب على بكين من الصحاري الشمالية. ففي عام 1962، بدأ مئات المزارعين في زراعة الأشجار في المنطقة.
و زاد هؤلاء المزارعين من مساحة الغطاء الحرجي لثلاثة أضعاف من 11.4 إلى 80 في المائة. وتزود الغابة الآن 137 مليون متر مكعب من المياه النظيفة لمناطق بكين وتيانجين كل عام، بينما تقوم بتوليد 550000 طن متري من الأكسجين. لقد حفزت الغابات النمو الاقتصادي مع القطاعات الخضراء، حيث حققت 15.1 مليون دولار أمريكي في عام 2016 وحده.
وقال ليو هاي ينغ ، مدير جمعية تشانبا للتحريج: "على مدى 55 عامًا، كانت المزرعة موجودة، وكان الناس يزرعون الأشجار ويحميون الغابات مثل أطفالهم". "أعتقد أنه طالما واصلنا تعزيز الحضارة البيئية، جيل بعد جيل، يمكن للصين أن تخلق المزيد من المعجزات الخضراء مثل سيهانبا وتحقيق الانسجام بين البشر والطبيعة."

فاز وانج ونبياو رئيس مجلس إدارة Elion Resources Group ، بجائزة الإنجاز مدى الحياة لريادته في الصناعة الخضراء.
يشتهر وانغ ، 61 عامًا، المعروف باسم "ابن الصحراء" في الصين، بأنه رئيس مجلس إدارة أكبر مؤسسة للصناعات الخضراء في الصين، وهي مجموعة موارد Elion Resources Group ، التي يبلغ مجموع أصولها أكثر من 1.6 مليار دولار أمريكي.
اشترى وانغ منطقة تسمى سولتوورك في وسط صحراء كوبتشي في عام 1988. لقد أدرك بسرعة أن المشاكل المالية التي تعاني منها أعمال الملح، والمشاكل المتعلقة بسبل العيش في المنطقة،قد انتقلت إلى الصحراء: الرمال تتداخل مع الإنتاج وتجعل من الصعب نقلها المنتجات خارج.
لقد شاركت مع المجتمعات المحلية وحكومة بكين لمكافحة التصحر في الصحراء، والتي تغطي حوالي 18600 كيلومتر مربع في منغوليا الداخلية. لقد جردت قرون من الرعي الأرض، تاركةحوالي 70000 شخص يكافحون من أجل البقاء. الآن تم تخضير حوالي ثلثي الصحراء والمجتمعات المحلية لديها وظائف وبيئة أكثر متعة. وقدرت أبحاث الأمم المتحدة للبيئة أن المشروع يبلغ صافي قيمته 1.8 مليار دولار على مدار 50 عامًا.
يوضح المشروع كيف يمكن للقطاع الخاص أن يحقق ربحًا صحيًا ويقدم مساهمة إيجابية هائلة في تغير المناخ والتنمية المستدامة والعديد من القضايا البيئية الأخرى.
وقال وانغ "إن هدفي الوحيد هو مكافحة التصحر من أجل عالم أكثر خضرة، مع وجود المزيد من الجبال المورقة بمياه صافية، والتي أقدرها دائمًا كجبال فضية وذهبية".
في نوفمبر 2007، تم انتخاب وانغ نائبًا لرئيس اتحاد الصناعة والتجارة لعموم الصين، وفي عام 2008 فاز بجائزة الصين الخيرية. وفي يناير 2012، فزت بلقب "العامل الصيني النموذجي في العمل الأخضر" للمرة الثانية.

قصة تأسيس مبادرة سيكم داخل الصحراء المصريةتبدأبخيمة وجرار وآلة بيانو.
عاد الدكتور إبراهيم أبو العيش، مؤسس مبادرة سيكم (SEKEM) للتنمية في عام 1977 إلى مصر بعد 20 عاما من العمل خارج البلاد في مجال علم الكيمياء والصيدلة.
وكانت مصر تواجه معضلة في ذلك الوقت. تمثلت هذه المعضلة في توفير الغذاء للسكان الذين يتزايدون بمعدل سريع، لكن قطاعها الزراعي كان غير متطور بالقدر الكافي، حيث فُقدت مساحات من الأراضي الزراعية في الصحراء، مع إفراط في استخدام المبيدات الحشرية والأسمدة الكيميائية أدى إلى تسمم التربة.
وهكذا، أقام الدكتور أبو العيش خيمة في منطقة صحراوية لم يمسسها أحد شمال شرق القاهرة، وأسس مبادرة سيكم. وسرعان ما أصبحت المنظمة، التي سميت على اسم رمز هيروغليفي يعني ’’حيوية الشمس‘‘، بيئة خصبة للزراعة الحيوية الديناميكية، وهي شكل من أشكال الزراعة العضوية التي تؤكد على الانسجام بين الطبيعة والتنمية البشرية والقيم الروحانية.
كانت أولى الأشياء التي استثمر فيها دكتور أبو العيش في الصحراء عبارة عن جرار- وبيانو الذي أذهل صغار المزارعين المحليين.
ويقول ابنه حلمي، المدير التنفيذي لشركة سيكم القابضة، إن البيانو يرمز إلى أهمية ’’العواطف والمشاعر‘‘ في إعادة ربط البشرية بالطبيعة. وقد قاد الاثنان شركة سيكم معا حتى وفاة دكتور إبراهيم في عام 2017.
ويقول حلمي أبو العيش مبتسما خلال مقابلة مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة: ’’بالنسبة لوالدي، كان الأمر دائما يدور حول توطيد علاقة مع الصحراء حيث يمكنك تكوين شيء ينبض بالحياة من لا شيء تقريبا‘‘.
والآن، بعد مرور 47 عاما على تأسيسها، ازدهرت سيكم وأصبحت منظمة إنمائية متعددة الأوجه تساعد في مكافحة التصحر، وبناء نظم غذائية قادرة على الصمود، ومعالجة الفقر في المناطق الريفية، ومعالجة أزمة المناخ. وبحلول نهاية العام، ستكون سيكم قد ساعدت 15,000 مزارع على التحول إلى الزراعة الحيوية منذ عام 2022، وتوسيع نطاق هذه الممارسة عبر حوالي 19,000 هكتار من الأراضي الزراعية.
ويقول الخبراء إن قيام شركة سيكم باستصلاح الأراضي المتدهورة والصحاري وتحويلها إلى نظم إيكولوجية منتجة وقائمة بوظائفها يوفر فرصا هائلة للتعافي من المخاطر التي تتعرض لها النظم الإيكولوجية. فعلى الصعيد العالمي، يتم فقدان 12 مليون هكتار من الأراضي القادرة على إنتاج 20 مليون طن من الحبوب بسبب الجفاف والتصحر كل عام.
وجدير بالذكر أن شركة سيكم فازت بجائزة أبطال الأرض لعام 2024 - وهو أعلى وسام تمنحه الأمم المتحدة في مجال البيئة - في فئة الرؤية الريادية، وذلك تقديرا لجهودها في معالجة تدهور الأراضي والتصحر مع تعزيز التنمية المستدامة. وتعد سيكم واحدة من ستة فائزين بجائزة أبطال الأرض لمجموعة عام 2024.
وتقول إنغر أندرسن، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة: ’’في كثير من الأحيان، تكون الطريقة التي تنتج بها البشرية الغذاء ببساطة غير مستدامة. وهذا يهدد العالم الطبيعي وقدرتنا على توفير الغذاء لأنفسنا على المدى الطويل. وتُظهِر سيكم أنه من الممكن جعل النظم الغذائية تعمل لصالح الناس والكوكب، وهو أمر حيوي للتغلب على الأزمات البيئية مثل التصحر واستعادة توازن البشرية مع الطبيعة‘‘.
زرع البذور
كانت الزراعة على مدى آلاف السنين تمثل حجر الزاوية في اقتصاد مصر. فهي توفر سبل العيش لنحو 55 في المائة من سكان مصر، ولكن عقودًا من زحف الصحاري وتدهور الأراضي والاكتظاظ السكاني جعلت ضمان الأمن الغذائي يمثل تحديًا، وفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة .
في سباق لتلبية الطلب المتزايد على توفير الغذاء ودعم السكان الذين يعيش أكثر من ربعهم في فقر، اعتمدت مصر لفترة طويلة على استخدام الأسمدة الكيميائية والمبيدات الحشرية. وكثيراً ما يُنظَر إلى هذه الأسمدة والمبيدات باعتبارها أرخص وسيلة لتعزيز إنتاجية المحاصيل الزراعية. ولكن عند الإفراط في استخدامها، فإنها قد تتسرب إلى المياه الجوفية وتضعف بنية التربة، وتؤدي إلى تآكل الأرض وفي نهاية المطاف تفسح المجال للصحراء.
وتتجنب سيكم استخدام الأسمدة الكيميائية. فهي تعمل مع المزارعين في مختلف أنحاء مصر لضمان وجود مجموعة واسعة من النباتات والحيوانات ــ بدءا من النحل ووصولا إلى البوم ــ في المزارع، وهو ما يؤدي في الأساس إلى إنشاء نظم إيكولوجية مصغرة. وتُمجّد سيكم فوائد بقايا النباتات وروث الحيوانات لتعزيز إنتاجية المحاصيل الزراعية. وتحافظ هذه الدورة المغلقة على سلامة التربة وتساعد في جعل المزارع أكثر قدرة على الصمود في مواجهة التصحر.
ويقول الخبراء إن الزراعة الحيوية الديناميكية يمكن أن توفر أيضا منافع مطلوبة بشدة في مكافحة أزمة المناخ. وتعد التربة السليمة من بين أكثر الوسائل فعالية لتخزين الكربون المسبب لارتفاع درجة حرارة الكوكب. كما تعد التربة موطنًا لأكثر من 25 في المائة من التنوع البيولوجي العالمي وتدعم معظم أشكال الحياة على سطح الأرض، وفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة .
حصاد الأمل
تقول شركة سيكم إنها تهدف إلى مساعدة 40,000 مزارع على التحول إلى الزراعة الحيوية بحلول نهاية عام 2025 بالشراكة مع الجمعية المصرية للزراعة الحيوية. وبحلول عام 2028، يتمثل الهدف في الوصول إلى 250,000 مزارع ممن يعملون في مزارع تمتد على مساحة 1.6 مليون فدان.
ويقول أبو العيش إن هذا السيناريو بعيد كل البعد عن الأيام الأولى منذ إنشاء شركة سيكم، عندما كانت الزراعة الحيوية تمثل مفهوما لم يخضع للاختبار في أفريقيا.
ويقول أبو العيش: ’’أراد والدي أن يثبت أنه من الممكن إعادة التفكير في الاقتصاد والزراعة. وقد أطلق على رؤيته اسم ’’اقتصاد الحب‘‘.
ومن بين المساعي الأخرى التي تبذلها شركة سيكم جهودها في مجال استصلاح 1000 هكتار من الصحراء وإنشاء مجتمع محلي مكتفٍ ذاتيا. ونظرا لكون 96 في المائة من أراضي مصر صحراء، فإن برنامج ’’خضرنة الصحراء‘‘ يهدف إلى توفير الغذاء لعشرات الآلاف من الناس إضافة إلى عزل الكربون.
فمنذ إقامة خيمة في صحراء لم تمسسها يد بشر، تطورت سيكم لتصبح منظمة رائدة في مجال التنمية. فهي تدير مدارس ومراكز تدريب وجامعة، وتتولى مهام إعداد المزارعين والشباب لمكافحة تدهور الأراضي والتصحر.
وتبيع شركة سيكم المنتجات العضوية على الصعيدين المحلي والعالمي، وتتيح شراكاتها مع البنوك الأوروبية والتحالفات الدولية مواصلة الاستثمار في أساليب الزراعة الحيوية في مصر. وتشمل محفظة المبادرة المتنوعة شركات متخصصة في مجال الأدوية الطبيعية والمنسوجات وغير ذلك.
وبعد رحيل دكتور إبراهيم أبو العيش في عام 2017 – العام الذي يوافق الذكرى الأربعين لتأسيس سيكم – وضع حلمي أبو العيش والمنظمة خطة لتوجيه عمل سيكم حتى عام 2057. وتتضمن هذه الخطة توسيع نطاق الزراعة الحيوية لتشمل 7 ملايين مزارع في مصر.
ويقول أبو العيش: لن نستطيع تحقيق رؤيتنا الأصلية، إلا من خلال الوصول إليهم. أخبرنا الكثير من الناس أن ما نقوم به يعد مهمة مستحيلة. لكننا متخصصون في إنجاز المهام المستحيلة. نحن نعشق المهام المستحيلة‘‘.

لالتزامها القوي بتقدير آثار تغير المناخ وجهودها الدؤوبة لتغيير المواقف، فازت عالمة المناخ الكندية كاثرين هايهو بجائزة أبطال الأرض في فئة العلوم والابتكار.
تعد هايهو أحد علماء الاتصالات الأكثر نفوذاً في العالم بشأن تغير المناخ، وهي عالمة في الغلاف الجوي تدرس معنى تغير المناخ للناس والأماكن التي نعيش فيها. تقوم بتقييم الملاحظات طويلة الأجل والسيناريوهات المستقبلية والنماذج العالمية وتطوير استراتيجيات مبتكرة تترجم التوقعات المستقبلية إلى معلومات ذات صلة وقابلة للتنفيذ يمكن لأصحاب المصلحة استخدامها لتوجيه التخطيط المستقبلي للغذاء والمياه والبنية التحتية والمزيد في ظل مناخ متغير.
كانت هايهو مؤلفًة رئيسيًا في عدد من التقارير الرئيسية ، بما في ذلك تقييمات المناخ الوطنية الثانية والثالثة والرابعة لبرنامج أبحاث التغير العالمي بالولايات المتحدة، والرابطة الأمريكية لتقدم العلوم التي نعرفها وكيف نستجيب للتقارير. تعمل أيضًا في لجان استشارية لمجموعة واسعة من المنظمات، من متحف سميثسونيان للتاريخ الطبيعي إلى شبكة نساء علوم الأرض وحتى الشباب الإنجيليين للعمل المناخي. وحصلت على الدكتوراه الفخرية من جامعة كولجيت وكلية فيكتوريا بجامعة تورنتو.
ومع ذلك، فإن هايهو قد تكون مشهورة لسد الفجوة الواسعة والعميقة بين العلماء والمسيحيين - العمل الذي تقوم به لأنها مسيحية نفسها. بينما أكملت دراستها الجامعية في جامعة تورنتو، حصلت على فصل دراسي في علوم المناخ غيّر مسار حياتها إلى الأبد. عندما علمت أن تغير المناخ هو مضاعف للتهديد يؤثر على كل جانب من جوانب الحياة تقريبًا على هذا الكوكب - وأهمها الفقر والجوع والظلم والأزمات الإنسانية - تخلت عن خططها لتصبح عالمة فيزياء فلكية وبدلاً من ذلك تابعت الماجستير والدكتوراة في علوم الغلاف الجوي في جامعة إلينوي من أجل، كما تقول، التعبير عن تجارب أولئك الذين يعانون من آثار تغير المناخ.
وتتمحور أعمالها في مجال المشاركة العامة حول ما تراه أهم شيء يمكن لكل شخص فعله لمكافحة تغير المناخ - الحديث عنه. تقوم بذلك من خلال العديد من الطرق، بما في ذلك استضافة سلسلة PBS الرقمية على يوتيوب؛ وشاركت في تأليف كتاب عن المناخ والقيم المسيحية مع زوجها أندرو فارلي، وهو قس ومؤلف ومضيف إذاعي؛ شاركت في مئات المقابلات والمحادثات والبودكاست والأفلام الوثائقية والفصول وأكثر من ذلك في جميع أنحاء الولايات المتحدة وما بعدها؛ المشاركة بنشاط مع الجمهور عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمنتديات عبر الإنترنت؛ ومؤخراً، تأليف كتاب قادم حول كيفية التحدث عن تغير المناخ.
نتيجةً لذلك، تم اختيارها بواسطة كريستيان توداي كواحدة من خمسين امرأة ينبغي متابعتها، واحدة من أكثر 100 شخصية مؤثرة في مجلة تايم في عام 2014، وأكبر 50 شخصية رائدة على مستوى العالم في فورتشون وأدرجت ضمن 100 مفكر عالمي في السياسة الخارجية، مرتين ، في عام 2014، ومرة أخرى في عام 2019. وحصلت أيضًا على مجموعة من الجوائز، بما في ذلك جائزة التواصل المناخي بالاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي، وجائزة الخدمة المتميزة لـ Sierra Club وجائزة ستيفن شنايدر للاتصال المتميز بعلوم المناخ.
بينما تشعر بالامتنان للاعتراف العام الذي تنقله الجوائز، تقول هيهو إن أهم عنصر في عملها هو تغيير العقول.
"ما يعنيه أكثر بالنسبة لي شخصياً هو عندما يخبرني شخص واحد بإخلاص أنه لم يهتم أبدًا بتغير المناخ من قبل، أو حتى ظن أنه كان أمرا حقيقيًا: لكن الآن، بسبب شيء سمعوه عن تغير المناخ، فالآن يقولون، لقد غيرنا تصورنا بشأن تغير المناخ. وكتبت على موقعها على شبكة الإنترنت: هذا ما يجعل الأمر يستحق العناء."
جائزة أبطال الأرض هي الجائزة الرائدة العالمية التي تمنحها الأمم المتحدة في مجال البيئة. تم إنشاؤه بواسطة برنامج الأمم المتحدة للبيئة في عام 2005 للاحتفال بالشخصيات البارزة التي كان لأعمالها تأثير إيجابي تحول على البيئة. توُمنح الجوائز من قادة العالم إلى المدافعين عن البيئة والمخترعين في مجال التكنولوجيا، ورواد الأعمال الذين يعملون على حماية كوكبنا للجيل القادم.
من بين الفائزين السابقين بجائزة أبطال الأرض في فئة العلوم والابتكار، مؤسستا ما وراء اللحوم، والأغذية المستحيلة في عام 2018 لإنتاج بديل مستدام لبرغر اللحم البقري؛ والمصممة الأسترالية ليلى أكاروغلو في عام 2016 لجهودها الدؤوبة في مجال الاستدامة؛ والسير روبرت واتسون الرائدة الكيميائي في مجال الغلاف الجوي الذي مُنح الجائزة في عام 2014.
فيديو جائزة أبطال الأرض لعام 2019 في فئة العلوم والابتكار

عندما كان السير ديفيد أتينبورو صبيًا، أمضى الكثير من وقت فراغه في التنقل بين المحاجر المهجورة في الريف الإنجليزي، وهو في يده مطرقة. فريسته: الأمونيتات المتحجرة، الرخويات الحلزونية الشكل التي عاشت في زمن الديناصورات.
بالنسبة لأتينبورو الصغير السن، كانت الحفريات مثل الكنوز المدفونة وكان مندهشًا لكونه أول من نصب أعينه عليها منذ عشرات الملايين من السنين.
إن العالم الطبيعي سيبقيه مفتونًا ومندهشاً لبقية حياته.
اليوم، يمكن القول إن أتنبورو، البالغ من العمر 95 عامًا، هو أشهر مذيع معني بالتاريخ الطبيعي في العالم. وخلال مسيرته المهنية التي بدأت مع التلفزيون، كتب وقدم بعضًا من أكثر الأفلام الوثائقية تأثيرًا على حالة الكوكب، بما في ذلك سلسلة الحياة التي امتدت لعقد من الزمن والمكونة من تسعة أجزاء.
مع ما أسمته صحيفة نيويورك تايمز ’’رواية بصوت الرب‘‘ والفضول الكبير، قضى أتنبورو 70 عامًا في الكشف عن جمال العالم الطبيعي - وكشف التهديدات التي يواجهها. وخلال مسيرته، قدم أتنبورو لمئات الملايين من المشاهدين رؤية لمستقبل أكثر استدامة.
وكتب سيمون بارنز عالم البيئة والمؤلف: ’’إذا كان العالم، حقًا سيُنقذ، فعندئذ سيكون لأتينبورو علاقة بإنقاذه أكثر من أي شخص آخر عاش على الإطلاق‘‘.
اعترفت الأمم المتحدة بتأثير أتينبورو الضخم على الحركة البيئية العالمية، ومنحته جائزة أبطال الأرض في فئة إنجاز العمر. وتعد الجائزة هي أعلى تكريم بيئي تمنحه الأمم المتحدة وتحتفي بأولئك الذين كرسوا حياتهم لمعالجة أزمات مثل تغير المناخ وفقدان الأنواع والتلوث.
وقالت إنغر أندرسن، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، عندما قامت بمنح الجائزة إلى أتينبورو: ’’لقد كنت مصدر إلهام غير عادي لكثير من الناس‘‘.
’’لقد تحدثت عن الكوكب قبل وقت طويل من فعل أي شخص آخر وما زلت تواصل بذل جهودك التي لا تعرف الكلل‘‘.
إلى جانب عمله في وسائل الإعلام، يعد السير ديفيد أتينبورو أحد الأصوات الرائدة في الحركة البيئية العالمية. وقد شارك في قمم تاريخية، مثل مؤتمر تغير المناخ بباريس عام 2015، حيث دعا إلى جهد عالمي موحد لمكافحة التهديدات التي تتعرض لها الأرض.
وقد تعاون أيضًا مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة لمدة أربعة عقود على الأقل، حيث أعطى صوته لسلسلة من الحملات والأفلام القصيرة التي سلطت الضوء على جهود المنظمة لمواجهة أزمة المناخ وفقدان التنوع البيولوجي والتلوث. ويأتي هذا العمل مدفوعاً بالاعتقاد بأنه لا يوجد بلد بمفرده يمكنه حل المشاكل البيئية لكوكب الأرض.
وقال أتينبورو لدى قبوله جائزة أبطال الأرض في فئة إنجاز العمر التي يمنحها برنامج الأمم المتحدة للبيئة: ’’"نحن نعيش في عصر لا تكفي فيه القومية ببساطة‘‘. ’’يجب أن نشعر أننا جميعًا مواطنون في هذا الكوكب الواحد. إذا عملنا معًا، يمكننا حل هذه المشكلات‘‘.
وجدير بالذكر أن أتنبورو تخرج من جامعة كامبريدج في عام 1947 وحصل على شهادة في العلوم الطبيعية، لكنه سرعان ما اكتشف أنه يفتقر إلى المهارات اللازمة للحياة كباحث. وهكذا، شق طريقه إلى هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) تمامًا عندما بدأ استخدام التلفزيون إلى المنازل.
وكان أول ظهور تلفزيوني له في 21 ديسمبر 1954، في مسلسل Zoo Quest، وهو مسلسل متنقل قدم إلأى البريطانيين مخلوقات غريبة، مثل إنسان الغاب وتنانين كومودو.
كان أتينبورو إداريًا ومقدمًا موهوبًا بنفس القدر، وقد ارتقى في المناصب صفوف هيئة الإذاعة البريطانية الوطنية (بي بي سي)، وتولى في النهاية منصب رئيس بي بي سي الثانية. كان هناك حيث كلف بإعداد سلسلة برامج Monty Python Flying Circus، من بين سلاسل أخرى.
لكن الإدارة لم تناسبه حقًا، وفي عام 1973 استقال أتنبورو من منصب ترأس بي بي سي الثانية للعودة إلى تقديم الأفلام الوثائقية.
ستكون النتيجة سلسلته الأساسية عام 1979، الحياة على الأرض، وهي ملحمة تتتبع تاريخ عالم الكائنات الحية، من الميكروبات الأولية إلى البشرية.
واستمر المسلسل لمدة ثلاث سنوات وسافر أتينبورو مسافة 1.5 مليون ميل أثناء التصوير. من خلال نطاق المسلسل وطموحه، ستعيد الحياة على الأرض تعريف الأفلام الوثائقية للتاريخ الطبيعي وشاهدها حوالي 500 مليون مشاهد.
على مدى العقود الثلاثة التالية، كتب السيد أتينبورو وقدم ثمانية أفلام وثائقية عظيمة أخرى، التي لفت من خلالها انتباه العالم إلى ما يسميه ’’أعجوبة الطبيعة المذهلة‘‘.
ومع ذلك، شهد السيد أتنبورو، طوال حياته المهنية، انهيار العالم الطبيعي. بينما زاد الوجود البشري، انحسر تواجد الطبيعة. لقد أدى النشاط البشري إلى تغيير ثلاثة أرباع سطح الأرض وتعريض مليون نوع لخطر الانقراض.
وقال أتنبورو في ختام فيلم الكوكب الحي عام 1984: ’’بالرغم من قوتنا الهائلة اليوم، من الواضح أيضًا أننا سنكون أكثر قوة غدًا‘‘. ’’من الواضح أننا يمكن أن ندمر العالم. إن بقاء [الأرض] المستمر يعتمد الآن علينا جميعاً‘‘.
أظهرت أفلام السير أتنبورو للعالم أن الموارد الطبيعية ليست لانهائية ، وأن الطبيعة حساسة ويجب حمايتها ، وأن البشرية تتحرك بشكل خطير بعيدًا عن الطبيعة.
وفي العام الماضي، في منتصف التسعينيات من عمره، وجه السير أتنبورو كلمة إلى قادة العالم في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ في غلاسكو، اسكتلندا.
قال: ’’نحن بالفعل في مأزق‘‘. ’’هل هكذا ستنتهي قصتنا؟ قصة أكثر الأنواع ذكاءً محكوم عليها بهذه الخاصية البشرية للغاية المتمثلة في الفشل في رؤية الصورة الكبيرة من أجل السعي وراء أهداف قصيرة المدى.‘‘
لكن، كما هو الحال دائمًا، كانت كلمات أتينبورو مليئة بالتفاؤل. أحد الموضوعات المتكررة في أفلامه هو أنه على الرغم من الحالة الأليمة للكوكب، إلا أنه لا يزال بإمكان البشرية التراجع عن الضرر الذي تسببت فيه.
قال في عام 2020 في سلسلة ’’حياة كوكبنا‘‘، في نظرة إلى الوراء على حياته المهنية ’’ليس كل شيء قاتمًا‘‘. ’’لدينا فرصة لتعديل مسارنا إلى المسار الصحيح، وإكمال رحلتنا التنموية ولكي نصبح نوعًا متوازنًا مع الطبيعة مرة أخرى. كل ما نحتاجه هو الإرادة للقيام بذلك.‘‘
في هذا الفيلم نفسه، يقدم حلاً للتصالح مع الطبيعة. يتعلق الأمر برفع مستوى المعيشة في أفقر البلدان من أجل كبح النمو السكاني، واعتماد الطاقات النظيفة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، واستهلاك المزيد من الطعام النباتي، وتقدير ثروات الكوكب بصورة أكبر، والتخلي عن الوقود الأحفوري .
وقال: ’’إذا اعتنينا بالطبيعة، فإن الطبيعة ستعتني بنا‘‘. "لقد حان الوقت الآن لأن يتوقف نمو البشرية ببساطة، لتأسيس الحياة على كوكبنا بالتوازن مع الطبيعة، لبدء الازدهار.‘‘
أدى عمل أتنبورو ونشاطه إلى حصوله على لقب فارس (مرتين) وأصبح يحمل الاسم نفسه لعشرات الأنواع، من Attenborosaurus (أحد الزواحف التي تسبح في عصور ما قبل التاريخ) إلى Attenborough's Nepenthes (نبات نبنتس).
في السنوات الأخيرة ، واصل أتنبورو سرد أفلام وثائقية عن التاريخ الطبيعي ، وحصل على ترشيحين لجائزة إيمي في عام 2021 (لقد فاز بثلاث جوائز إيمي وثمانية جوائز BAFTA في حياته المهنية).
وعلى مدى عقود، طلب قادة العالم إلى أتنبورو التوصل إلى حلول للأزمات العالمية، وهو الأمر الذي قد أثار حماسه.
وفي عام 2015، زار أتنبورو البيت الأبيض للتحدث مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وقد سأل الرئيس أوباما أتنبورو عن سبب ’’افتتانه العميق‘‘ بالعالم الطبيعي.
وقد أجاب أتنبورو: ’’لم أقابل قط طفلاً ليس لديه اهتمام بالتاريخ الطبيعي‘‘، ربما يتذكر أتنبورو الأيام التي كان يبحث فيها بنفسه عن الحفريات في الريف الإنجليزي. ’’لكن السؤال هو بالأحرى كيف يمكن أن نفقد هذا الاهتمام‘‘.

خلف الانفجار الهائل الذي هز ميناء بيروت في آب/أغسطس 2020 وراءه مشهداً فوضوياً معقّداً من الخرسانة والمعادن والزجاج المكسور. شعر الناس بقوة انفجار مخزن نيترات الأمونيوم من على بُعد 20 كيلومتراً.
كان على العاصمة اللبنانية أن تواجه عملية تنظيف شاملة، وكانت أركانسيال إحدى المنظمات غير الربحية التي شاركت في العملية، حيث جمعت 9.000 طن من الزجاج المحطم من الأحياء المدمرة.
وقامت فيما بعد بسحق ذلك الزجاج وصهره وإعادة تشكيله للاستخدام في المستقبل.
وقال مارك هنري كرم، مدير برامج البيئة في أركانسيال."بعد انفجار بيروت، كان لدينا عدة مشاريع للمساعدة في إعادة تأهيل الأحياء وجمع الزجاج المحطم"
كان هذا الجهد رمزًا للدور الذي لعبته أركانسيال، الفائزة بجائزة أبطال الأرض في فة الإلهام والعمل هذا العام، في مساعدة لبنان على إدارة نفاياته على مدى العقدين الماضيين.
في بلد يعاني من مشاكل في إدارة النفايات، أطلقت المنظمة التي تأسست عام 1985 والتي يقودها متطوعون برامج لإعادة تدوير كل شيء من النفايات الطبية إلى الملابس. ساعدت المنظمة بسنوات خبرتها، وباعتبارها كياناً رائداً في معالجة نفايات المستشفيات، لبنانَ أيضًا على إعداد أول قانون لإدارة النفايات.
قال روبن ريشا، مدير عام منظمة أركانسيال: "لقد حددنا الكثير من المشكلات التي تؤثر على البيئة وخاصة المجتمع المحلي وصحة المجتمع". "لقد حاولنا أن نكون أصحاب رؤية استراتيجية في تحديد الأنشطة حيث يمكننا إحداث تأثير مستدام".
إدارة النفايات
أُنشأت أركانسيال لمساعدة مصابي الحرب الأهلية اللبنانية. استمرت روحها المتمثلة في خدمة المجتمع في أنشطتها الحالية التي تركز على مساعدة الأشخاص المهمشين كي يساهموا في مجتمعاتهم، وتشجيع الاستدامة البيئية والحفاظ على الموارد الطبيعية.
من خلال برنامج الزراعة والبيئة المستدامة، توفر منظمة أركانسيال خدمات إدارة النفايات الصلبة والخبرة والمناصرة في لبنان، وهو بلد يحتاج إلى كل الدعم الممكن للتخلص من النفايات بشكل آمن ومنهجي. بدأت المنظمة في عام 2003 في معالجة النفايات الطبية التي يمكن أن تسبب العدوى وانتقال الأمراض وتلوث المياه والنظم البيئية إذا تركت من دون معالجة في مكبات النفايات المكشوفة ومدافن النفايات.
تعالج منظمة أركانسيال حالياً 87 في المائة من نفايات المستشفيات في لبنان، باستخدام آلات التعقيم بالبخار لتحويلها إلى نفايات منزلية. كان دورها أكثر أهمية خلال جائحة كوفيد-19 التي ولّدت عشرات الآلاف من الأطنان من النفايات الطبية الزائدة، من المحاقن والإبر ومجموعات الاختبار إلى الأقنعة والقفازات ومعدات الحماية الشخصية. عالجت أركانسيال في عام 2020 وحده 996 طناً من النفايات الطبية.
وقال كرم: "نحن نعمل على الحد من مخاطر العدوى والنفايات المعدية في مدافن النفايات. "التأثير الذي يتركه عملنا هو تربة أنظف ومياه جوفية أنظف وصحة أفضل للجميع".
قالت إنغر أندرسن، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة: "إن الحد من النفايات وتعزيز إعادة التدوير أمر بالغ الأهمية لتفكيك ثقافة الهدر التي تلوث كوكبنا، وتؤدي إلى حالة الطوارئ المناخية". "قيادة أركانسيال في إدارة النفايات ملهمة. تساعد المنظمة في بناء بيئة صحية للأجيال القادمة".
الاستجابة للأزمات
تعد الإدارة السليمة بيئيًا للنفايات أمرًا بالغ الأهمية لحماية النظم الإيكولوجية، وبالمحصّلة حماية الصحة العامة، ويُعدّ ذلك هدفاً جوهرياً لعقد الأمم المتحدة لإصلاح النظام الإيكولوجي.
ساعدت أركانسيال في تحسين إدارة النفايات في اثنين من أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وثلاثة من مخيمات اللاجئين السوريين في منطقة البقاع. في البقاع، أوضحت المنظمة للسكان كيفية جمع النفايات وفرزها وإعادة تدويرها وتحسين ظروف اللاجئين المعيشية وتوفير الدخل لهم.
كانت الاستجابة للأزمات سمة عمل أركانسيال المميزة. في عام 2015، عندما تسبب إغلاق مطمر الناعمة في تراكم القمامة في شوارع بيروت وجبل لبنان، ضاعفت أركانسيال كمية المواد التي قامت بتدويرها، وجمعت أكثر من 852 طناً من النفايات. كما نشرت دليلاً حول الإدارة الفعالة للنفايات، ودربت البلديات على إدارة مراكز إدارة النفايات الخاصة بها، ورفعت الوعي العام حول هذه القضية.
تمتد فلسفة المنظمة في إعادة الاستخدام وإعادة التدوير أيضًا إلى الأثاث والملابس القديمة. يتم حفظ أي شيء يمكن إنقاذه من مكب النفايات وإعادة توجيهه وإعادة بيعه.
سابقة قانونية
ساعدت أركانسيال لبنان على تطوير القانون الأول بشأن إدارة النفايات الصلبة، والذي أُقرّ في عام 2018، ووضع استراتيجية وطنية للتعامل مع النفايات، تتبعها الآن وزارة البيئة ووزارة الزراعة.
قال كرم: "القانون يلزم المستشفيات بمعالجة نفاياتها وهذا أحد أكبر إنجازاتنا".
نبني من أجل المستقبل
في حقل تعنايل في منطقة البقاع، بنت أركانسيال على قطعة أرض مساحتها 2,3 كيلومتر مربع، مزرعة تعمل بشكل حصري تقريبًا على الطاقة الشمسية، كجزء من جهد لتعزيز الزراعة المستدامة. لتقليل تآكل التربة واستهلاك المياه، تستخدم أركانسيال التسميد، وهي عملية يتم من خلالها توصيل الأسمدة السائلة إلى النباتات بطريقة أكثر استهدافًا من خلال نظام الري. تُعتبر المزرعة أيضًا منتج المبيدات الحيوية الوحيد في المنطقة، وتنتج هذه المبيدات مخلفات أقل سمية من المبيدات الكيميائية التقليدية. تساعد دار بيئية في الموقع على تعزيز السياحة المسؤولة التي تحترم البيئة المحلية وأنظمتها البيئية.
على الرغم من أن الأزمات المتتالية في لبنان قد شكلت العديد من التحديات، إلا أن فريق أركانسيال يقول إنهم مصممون على مواصلة عملهم لحماية البيئة للأجيال القادمة.
قال ريشا: "ما يحفزنا هو بناء شيء ما للمستقبل".

بدأ اهتمام كونستانتينو أوكا تشوتاس بالحفاظ على البيئة قبل ثلاثة عقود من خلال العمل الميداني الذي قام به كطالب في علم الأحياء في كوسكو ببيرو.
في ذلك الوقت، كانت المنحدرات الخلابة لجبال الأنديز البيروفية التي أحاطت بالمدينة تتعرض لوطأة قطع الأشجار غير القانوني، ولتوسيع المزارع.
قال أوكا مؤخرا خلال مقابلة مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP): "أصبح الحفاظ على البيئة ضرورة". أصبحت دعوته للدفاع عن الطبيعة أقوى نتيجة إلحاح من أجداده، مزارعي الكيتشوا الأصليين. "قالوا لي، انظر، اسمك أوكا، ومعنى اسمك المحارب. نرجوك أن تحاول القيام بشيء ما لأجلنا نحن المزارعين".
أمضى أوكا السنوات الثلاثين الماضية في تلبية هذا الطلب، وفي قيادة المجتمعات المحلية في مسعى لحماية الغابات في جميع أنحاء أمريكا الجنوبية، والتي تعد ضرورية لمكافحة تغير المناخ وموطنًا لأنواع نباتية وحيوانية فريدة من نوعها.
قامت جمعية النظم الإيكولوجية في جبال الأنديز التي أسسها أوكا في عام 2000، بزرع أكثر من ثلاثة ملايين شجرة في بيرو وحماية 30.000 هكتار أو إصلاحها
تقديراً لجهوده، مُنِح أوكا لقب "بطل الأرض في مجال الإلهام والعمل"، وهي أسمى الجوائز البيئية التي تمنحها الأمم المتحدة.
تحتوي أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي على بعض أكثر نظم الغابات الإيكولوجية الأكثر تنوعًا بيولوجيًا في العالم، ومع ذلك فقد أزيل أكثر من 40 في المائة من غابات المنطقة، أو تدهورت، لإفساح المجال أمام مشاريع التعدين والزراعة والبنية التحتية.
ساعدت جهود المحافظة المجتمعية التي يقودها أوكا مجتمعات السكان الأصليين، وهي مجموعة مهمشة تقليديًا، لتأمين الحقوق القانونية لأراضيهم وإنشاء مناطق محمية لغاباتهم الأصلية.
قالت إنغر أندرسن، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة: "يذكرنا العمل الرائد لكونستانتينو أوكا تشوتاس بأن مجتمعات السكان الأصليين في طليعة جهود الحفاظ على البيئة". "باعتبارهم من أفضل الحراس على العالم الطبيعي، فإن مساهماتهم في إصلاح النظام البيئي لا تقدر بثمن، وتأتي في أكثر الأوقات التي يحتاجها فيها الكوكب".
إصلاح "الغابات السحابية"
حشدت جمعية النظم الإيكولوجية في جبال الأنديز الآلاف من الناس في كوسكو لحماية وإصلاح غابات بوليليبس القديمة التي كانت ذات يوم تغطي جبال الأنديز العالية. تنمو هذه الأشجار "السحابية" على ارتفاع يصل إلى 5.000 متر فوق مستوى سطح البحر، أي أعلى من أي غابة في العالم، وتلعب دورًا حيويًا في مكافحة تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي.
فهي تأوي الحياة البرية المهددة بالانقراض، وتخزن الكربون، وتصلح التربة، وهي مصدر للمياه للمجتمعات الزراعية على طول المجرى المنحدر. من موقعها المرتفع، تمتص غابات بوليليبس الضباب وتحتفظ بكميات هائلة من المياه من السحب، والتي يتم تصريفها تدريجياً من خلال غطاء الطحالب للحفاظ على تدفق تيارات الجبال.
كانت مناطق شاسعة من جبال الأنديز مغطاة بأشجار بوليليبس، ولكن لم يبقَ منها اليوم سوى 500.000 هكتار حيث أدت عقود من إزالة الغابات من أجل الحطب ورعي الماشية وقطع الأشجار والطرق إلى خسائر فادحة. يؤثر فقدان هذه الغابات الجبلية على ندرة المياه، مما يؤثر على حياة الملايين من الناس وسبل عيشهم.
لضمان بقاء الأجيال القادمة من المزارعين الأصليين، تنظم جمعية أوكا مهرجانات غرس الأشجار في كوسكو كل عام. يبدأ برنامج اليوم بطقوس الأجداد المستمدة من تراث الإنكا الغني في المنطقة. ينفخ الموسيقيون قذائف المحارة، ويقرعون الطبول تكريمًا للطبيعة، بينما يشق القرويون طريقهم صعودًا في مسارات جبلية شديدة الانحدار لزراعة الأشجار، ويحمل بعضهم حزمًا من الشتلات على ظهورهم، بينما يحمل آخرون أطفالاً.
يقول أوكا "عندما نزرع شجرة، نعطي شيئًا لأمنا الأرض. نحن مقتنعون أنه كلما زاد عدد الأشجار التي نزرعها، سيكون المزيد من الناس سعداء. إنه احتفال، يوم سعادة".
ردّ الجميل للمجتمعات المحلية
في مقابل جهودهم لإصلاح الموائل المهددة والحفاظ على الطيور والحياة البرية الأخرى، تتلقى المجتمعات المحلية المساعدة من Acción Andina لتأمين ملكية أراضيهم، مما يوفر الحماية القانونية ضد الاستغلال من قبل شركات الأخشاب والتعدين والنفط.
كما أنشأ أوكا وفريقه مناطق محمية، وجلب أطباء وأطباء أسنان إلى القرى الجبلية النائية، وقدموا ألواح شمسية ومواقد طينية نظيفة الاحتراق للمجتمعات لتحسين نوعية حياة الناس فيها.
تتجاوز رؤية أوكا لتجديد النظام البيئي موطنه الأصلي بيرو. أُسست جمعية النظم الإيكولوجية في جبال الأنديز ومنظمة جيل الغابات العالمي (Global Forest Generation) الأمريكية غير الربحية في عام 2018 برنامج Acción Andina لتوسيع نطاق نموذج إعادة التحريج الذي يقوده المجتمع في بلدان الأنديز الأخرى.
بصفته رئيس Acción Andina، يشرف أوكا الآن على خطط حماية وإصلاح مليون هكتار من الغابات ذات الأهمية الحاسمة في الأرجنتين وبوليفيا وتشيلي وكولومبيا والإكوادور، وكذلك بيرو، على مدى السنوات الخمس والعشرين القادمة. يجسّد عمله الدعوة التي أطلقها عقد الأمم المتحدة لإصلاح النظم الإيكولوجية من أجل اتخاذ إجراءات عالمية لمنع تدهور النظام البيئي ووقفه وعكس مساره.
المنفعة المشتركة
تشير الدراسات إلى أن إصلاح 20 مليون هكتار من النظم البيئية المتدهورة في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي يمكن أن تعود بفوائد تقدّر بمبلغ 23 مليار دولار أمريكي على مدى 50 عامًا. تعد النظم البيئية المزدهرة ضرورية أيضًا للإبقاء على الاحترار العالمي أقل من درجتين مئويتين، ومساعدة المجتمعات والاقتصادات على التكيف مع تغير المناخ.
في صميم عمل أوكا، تكمن علاقته العميقة بتراث الإنكا الخاص به ومبادئ الإنكا "Ayni and Minka"، وهو التزام عميق بالعمل معًا من أجل الصالح العام، والذي يمر من خلال خطط توسيع نطاق إعادة التحريج في بلدان الأنديز الأخرى أيضًا.
قال أوكا: "لمرة واحدة في أمريكا الجنوبية كنا أعظم إمبراطورية، تجمعنا ثقافة واحدة، ثقافة الإنكا". "كانت المرة الأولى التي اجتمعنا فيها جميعًا. المرة التالية التي اجتمعنا فيها كانت لبدء حركة لنحرّر أنفسنا من نير الاستعمار الإسباني، ومن أجل السعي إلى استقلالنا. نحن الآن نجتمع للمرة الثالثة. لماذا؟ لحماية شجرة صغيرة".
#BBD0E0 »
